مع تفويض القمة الروحية المسيحية التي انعقدت في بكركي البطريرك الماروني مار بشارة الراعي إجراء ما يراه مناسبا في ما خص تنفيد بيان القمة ولاسيما مواصلة مساعيه في الملف الرئاسي ودعوة النواب ال ٦٤ للأجتماع في بكركي والضغط لحض باقي النواب على عدم مغادرة الجلسات قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية ، يكون البطريرك الراعي قد أطلق مبادرة تخلق نوعا من التواصل بين النواب لكسر واقع الجمود الحاصل في هذا الملف . لم يتم حصر مقررات القمة برؤساء الكتل النيابية بل كان البيان واضحا في الأشارة إلى النواب ال ٦٤ المسيحيين والذين يمثلون الكتل والأحزاب .
وتفيد المعطيات المتوافرة أن الاتصالات التي أجريت لهذه الغاية لاقت تجاوبا ، وإنما كانت هناك استفسارات تتصل بالأجتماع بحد ذاته على أن ما صدر من بيانات أو مواقف من بعض الكتل قدم أجوبة حيال هذه الدعوة . من الطبيعي أن يتدارس النواب هذه الخطوة لأتخاذ القرار المناسب لاسيما ان مضمون الاجتماع واضح وفق ما جاء في أعقاب القمة .قد يعتقد البعض أن لا نتائج من هذا الأجتماع في ظل الانقسام العمودي بين الكتل النيابية، إلا أنه محاولة جدية من بكركي لتغيير المشهد المتحكم بجلسات الأنتخاب وأهمية تأمين النصاب الدستوري المطلوب، وفق ما تشير اوساط مراقبة ل لبنان ٢٤ ، مؤكدة أن هذه القمة الروحية التي جمعت القيادات المسيحية الأرثوذكسية والكاثوليكية اجمعت على أهمية إنهاء الشغور الرئاسي وصون المؤسسات الدستورية ، ومن هنا كان التفويض للبطريرك الراعي لرؤية أفضل السبل الممكنة لأنهاء حال المراوحة في هذا الأستحقاق.وبغض النظر عن المؤيدين أو المتحفظين نوعا ما للأجتماع ، فإنه يشكل محاولة يجدر السير بها . وهنا ترى هذه الأوساط أن الهدف الأول هو إتمام الانتخابات الرئاسية والحؤول دون التعطيل ، وليس في الأجندة المرتقبة إجراء تشاور حول الأسماء المرشحة والأختيار في ما بينها إنما ضرورة حضور النواب لجلسة الأنتخاب وعدم الانسحاب منها في حال عدم حصول هذه الشخصية أو تلك على ثلثي أصوات النواب ، مشيرة إلى أنه في المختصر يلاقي موقف بكركي مواقف النواب المطالبين بجلسة مفتوحة تنتخب الرئيس ، ولذلك فإن حزب القوات يفضل هذا الأجراء على أي حوار يتم.وتقول هذه الأوساط أن البطريرك الراعي أراد فتح كوة في جدار الأزمة ولذلك يرغب من خلال لقاءاته مع النواب تبادل الطروحات والعمل على التعاون مع زملائهم النواب المسلمين لإنهاء الشغور ، مؤكدة أنه ليس المقصود أن يحل الصرح البطريركي مكان احد أو أن يلعب دور أحد، إنما الفكرة الأساسية تبقى في القيام بمبادرة وعدم البقاء مكتوفي الأيدي، مؤكدة أن هذه الخطوة ليست موجهة ضد أحد إنما بكل تأكيد هي صوت يرفع بوجه أي فريق يعطل ، وليس معروفا ما إذا كان الاجتماع بشكل مناسبة للخوض في تفاصيل محددة كمواصفات الرئيس علما ان لا إشارات صدرت حول البحث في هذه التفاصيل .وتشدد على أن البطريرك الراعي سبق له أن عقد لقاءات منفصلة مع عدد من القيادات وسجل بعض الملاحظات ووضعها في إطار المتابعة ، واتت القمة لتعكس الاجماع المسيحي على السير بمبادرة بكركي ، واجراء الاتصالات اللازمة لهذه الغاية ، في الوقت الذي يكرر فيه البطريرك الماروني القول أن أبواب بكركي مفتوحة للجميع للأستماع إلى هواجسهم، معربة عن اعتقادها أنه متى حصلت بكركي على الجواب الأيجابي على دعوتها فإن الاجتماع يعقد في اقرب فرصة ممكنة.قد تكون المبادرة في مكانها الصحيح لاسيما أن العلاقات السياسية بين الأفرقاء تشهد توترا مضطردا فضلا عن أن الغاية الأساسية هي انتخاب رئيس جديد للبلاد وعودة انتظام المؤسسات .