عقبات امام دعوة الراعي لاجتماع النواب المسيحيين وعتب قواتي على جنبلاط.

8 فبراير 2023
عقبات امام دعوة الراعي لاجتماع النواب المسيحيين وعتب قواتي على جنبلاط.


الازمات السياسية الداخلية بدت غارقة في جليد مماثل للطقس الجليدي الراهن مع جمود يطبع المشهد السياسي في انتظار عودة تحريك ملفات الاستحقاقات الداهمة وفي مقدمها الازمة الرئاسية، ولو ان محور المشاورات لم ينقطع على خط بكركي تحديدا من زاوية رغبة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في جمع النواب المسيحيين، لاتخاذ موقف لمصلحة استعجال ملء الفراغ.

واشار مصدر كنسي بارز ليلاً خلال اتصال مع « الديار» الى استياء البطريرك بشارة الراعي من الخلافات المسيحية المتواصلة، كاشفاً عن وجود عقبات يعرفها الجميع، تحول حتى اليوم دون دعوته النواب المسيحيين الى الاجتماع في الصرح، لبحث الملف الرئاسي ومحاولة إيجاد الحل النهائي له، ولفت الى انّ الراعي كان بصدد تشكيل لجنة من الكتل النيابية لدراسة الوضع، لكن عاد وألغى هذه الفكرة بعدما تأكد أنّ التقارب مستبعد.
و لفت المصدر الكنسي الى انّ البطريرك الراعي يتريث ويقوم بجسّ نبض القيادات ومعرفة آرائهم، وبعد ذلك يمكنه إطلاق الدعوة الى النواب المسيحيين،علّهم يتفقون على اسم مرشح رئاسي يحظى بموافقة الاكثرية منهم، للخروج من هذا المأزق
ويواصل الصرح البطريركي حراكه بهدف جمع النواب المسيحيين وإنهاء الفراغ. وفي اطار اللقاءات التي يجريها مع القيادات ورؤساء الكتل، زاره يوم امس وفد من تكتل «الجمهورية القوية»، برئاسة النائبة ستريدا جعجع، وعقد لقاء مع البطريرك الراعي، جرى خلاله البحث في المستجدات وخصوصاً الاستحقاق الرئاسي، اعلنت بعده النائبة جعجع ضرورة التوصل الى انتخاب رئيس جمهورية سيادي إصلاحي في أسرع وقت ممكن، لنبدأ بمسار الإنقاذ في البلد، وبالتالي نخفِّف عن كاهل الشعب اللبناني عذاباته والمشقات الحياتية التي يعاني منها.وكتبت” اللواء”: لا تزال المواقف قيد التدارس، والبلورة قبل ان يوجه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي الدعوة الى الاجتماع، بعد استمزاج آراء الكتل المسيحية، الاكثر عدداً.وتحدثت المصادر عن حماس «عوني» للقاء، وهو فكرة سعى اليها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وعدم حماس «قواتي» وفقاً لما رشح من الموقف الذي ابلغته النائب ستريدا جعجع للبطريرط، على رأس وفد من نواب الجمهورية القوية لجهة آلية للاجتماع لا تنتهي بتحميل النواب المسيحيين مسؤولية عدم الاتفاق على انتخاب رئيس.واستبعد نائب مسيحي ناشط ان يتمكن الفرقاء المسيحيون من الاتفاق حتى على فكرة اللقاء في ضوء تضارب المصالح، واتهام التيار الوطني الحر لرئيس حزب «القوات» بالرغبة في اعلان ترشيحه في نهاية المطاف، مع رفض فكرة التصويت، وخضوع الاقلية لخيار الاكثرية، مما يعني ان كتلة «المردة» ومرشحها النائب السابق سليمان فرنجية ليسا في وارد المشاركة في طرح من هذا النوع، مسجلة عتباً على النائب وليد جنبلاط الذي لم ينسق مع «القوات» في ما خص مبادرته الاخيرة، بالتخلي عن دعم المرشح ميشال معوض، وطرح اسماء ثلاثة هم: العماد جوزاف عون، والنائب السابق صلاح حنين والوزير السابق جهاد ازعور.هذا في حين يتوجس التيار الوطني الحر من جلسة يجري الاعداد لها، حسب اوساطه، وتقضي بالانتخاب بـ65 نائباً، بتغطية مسيحية لا تزيد عن عشرة نواب مسيحيين، مع مشاركة لتأمين النصاب.ولم تلحظ مصادر سياسية اي تحرك داخلي واعد للخروج من مأزق تعطيل الانتخابات الرئاسية، مع استمرار وتيرة تمسك حزب الله وحلفائه بمقولة الحوار والتوافق المسبق على شخصية رئيس الجمهورية العتيد، مع إبقاء مسألة دعم الحزب لترشيح سليمان فرنجية قيد التداول،والتي تقابل بتمسك كتل ونواب المعارضة،بترشيح النائب ميشال معوض،بالرغم من وصول هذا المنحى التصادمي الى الحائط المسدود، وعدم نجاح مساعي التفاهم على مرشح توافقي مقبول من معظم الاطراف حتى اليوم، ما يؤشر إلى ازمة مفتوحة بانتخابات رئاسة الجمهورية.وكتبت” الاخبار”: رفض البطريرك الماروني بشارة الراعي تلقي كرة النار التي حاولت القوات اللبنانية رميها في حضنه. ورغم أن بكركي لن تتخلى عن دورها في حث الجميع، وخصوصاً النواب منهم، على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، إلا أنها لا تمانع الاتصالات والحوارات بين القوى المسيحية على مستوى تمثيلهم النيابي للمساعدة في الوصول إلى تفاهم، لكنها تريده مدخلاً يقود إلى اتفاق مع بقية اللبنانيين على هوية الرئيس المقبل. وبحسب مصادر متابعة فإن موقف الراعي يتلخص بالآتي: «الكنيسة لها دورها الوطني، وهي مكان لقاء وحوار، لكن رئيس الجمهورية لا ينتخب من قبل مرجعيته الطائفية أو المذهبية، بل يجري اختياره من قبل ممثلي جميع اللبنانيين في البرلمان».هذا الموقف، جاء إثر محاولة الالتفاف التي قامت بها القوات بعد الحرج الذي أصابها جراء الدعوات إلى عقد لقاءات حوارية في بكركي. وبينما كان المقصود سابقاً الدعوة إلى لقاءات لأقطاب القوى المسيحية الأساسية للاجتماع مع الراعي والتداول في مواصفات واضحة أو حتى الوصول إلى سلة أسماء، فإن القوات أرادت الهروب إلى الأمام من خلال اقتراح «مجلس نيابي مسيحي مصغر» يعقد في بكركي، وتكون وظيفته اختيار اسم يحمله النواب جميعاً إلى المجلس النيابي ويخوضون المعركة باسمه في مقابل أي ترشيح يصدر عن الأطراف الأخرى. وفي بال القوات أن الأصوات التي جمعها النائب ميشال معوض مسيحية في أغلبها، وأنه يمكن لهذا الفريق تحقيق الفوز في أي اجتماع نيابي مسيحي، وعندها يتم إلزام التيار الوطني الحر وتيار المردة والآخرين بالخيار الذي يناسب القوات، بعد أن يحظى بغطاء رسمي من بكركي.ويقول النائب في تكتل «لبنان القوي» جورج عطالله بأن التيار «سيلبي دعوة بكركي مهما كان شكلها ومضمونها»، مشيراً إلى أن التيار «لم يتبلغ بأي آلية لإعلان موقفه حولها». وبحسب عطالله فإن «الحديث السابق مع الراعي دار حول ضرورة التوافق بين المكونات المسيحية إثر عدم تمكن فريق المعارضة من إيصال مرشحه ميشال معوض ولا نجاح الفريق الآخر بتأمين أصوات لمرشحه غير المعلن سليمان فرنجية. وبالتالي لا بدّ من خيار ثالث يسبقه التفاهم أولاً حول الرئيس وأولوياته وبرنامجه ومشروعه، والوصول إلى قواسم مشتركة ليبدأ بعدها طرح اسم أو أكثر ثم البحث بهذه الأسماء لاحقاً مع بقية القوى».وبحسب عطالله فإن «المهم تأمين التفاف سياسي حول اسم الرئيس لينجح بمهمته. أما فرض شروط وآليات فلا يمكن وضعه إلا ضمن محاولة لغم مبادرة البطريرك وتفخيخها، خصوصاً أنه لو تمكنت «القوات» من تأمين أصوات لمرشحها الذي يحمل مشروع مواجهة لما كنا بحاجة إلى عقد اللقاء من الأساس».ويعتبر عطالله أن دعوة 64 نائباً مسيحياً إلى الصرح «لن يأتي بأي نتيجة بل سيتحول الأمر إلى حفلة زجل. بينما المطلوب هو اجتماع القوى الأساسية للتوافق واستعادة زمام المبادرة في الملف الرئاسي».وكتبت” نداء الوطن”: تشير مصادر «القوات» الى أنّ الحديث مع البطريرك كان واضحاً، فـ»نحن أولاد بكركي وحريصون على دور وصورة بكركي والمسيحيين واللبنانيين. لكنّنا لا نريد أن يكون أي لقاء على شكل طاولات الحوار الفولكلورية، بل أن يكون اجتماعاً يوصل الى نتائج عملية». انطلاقاً من ذلك، ستشارك «القوات» في لقاء بكركي إذا كان سيُعقد وفق آلية عملية. والمقصود بالآلية العملية، بحسب مصادر «القوات»، أن يُسفر هذا الاجتماع عن الوصول الى تبنّي مرشح رئاسي، بحيث تسلّم أقلية المشاركين في الاجتماع برأي الأكثرية لجهة اختيار هذا المرشح. فبذلك يخرج الاجتماع بنتيجة عملية. وهذا يتطلّب، بحسب «القوات»، أن تتعهّد جميع القوى التي ستشارك في الاجتماع التزام هذه الآلية، بحيث في حال تبنّت الأكثرية مرشحاً معيّناً تسير به الأقلية. في المقابل، لن تشارك «القوات» في اجتماع لن يُسفر إلّا عن قراءة بيان، وينتهي كما بدأ، لأنّ لقاءً كهذا يُعطي أعذاراً للمعطّلين لكي يلقوا مسؤولية التعطيل على بكركي والمسيحيين، فيما أنّ الجميع يعلم أنّ التعطيل مصدره «محور الممانعة».وترى «القوات» أنّ انتخاب فرنجية لا يزال فرضية، فـ»الثنائي الشيعي» لم يتمكّن حتى الآن من نيل دعم باسيل وجنبلاط وتكتل «الاعتدال الوطني». لكن في كلّ الحالات، الرسالة واضحة لـ»حزب الله»: «لن نقبل برئيس ممانع، وفي حال أدّت الظروف الى وصول هذا الرئيس، فالمواجهة لن تكون كلاسيكية بل أبعد من المقاطعة، وثابتون على طرح إعادة النظر في كلّ التركيبة»