نقلت “الجمهورية” عن مسؤول كبير قوله: «كارثة لبنان الكبرى تتجلّى في الحقد الأعمى الذي يراقص لبنان على حافة الضياع. الحقد لا يبني بلداً، وعندما يندمج الحقد مع السياسة، قل على لبنان السلام».
وإذ أعرب المسؤول عينه عن تشاؤم بالغ حيال مستقبل البلد، توجّه إلى المكونات السياسية على ضفتي التعطيل.
وقال: «إنّ اكبر الخسارات، هي ان تخسر بالحقد نفسك، فكيف إذا خسرت وطنك وهدمت ملاذك الوحيد، وقتلت الأمل لدى شعبك. الأزمة بكل متفرعاتها أعادت لبنان 50 سنة إلى الوراء، والمسار السياسي القائم يمعن في نسف البقية الباقية منه، ويدفعه إلى الوراء اكثر. ومع ذلك لم تنعدم الفرصة، في أيدينا كلبنانيين ان نحقق المعجزة اللبنانية، ونوقف هذا المسار، ونتلاقى في الفرصة المتاحة أمامنا للتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية».
ولفت المسؤول الكبير إلى انّ الوقائع الداخلية والخارجية المرتبطة بالملف الرئاسي، تؤكّد حقيقة ثابتة بأنّ التوافق بين اللبنانيين لا بدّ ولا مفرّ منه، ومهما طال الوقت، سيصلون في نهاية الأمر إلى حتمية التوافق. ولكن في حالتنا الراهنة، فالوقت كلفته باهظة جداً على البلد، وكلما عجّلنا خففنا من حجم الأعباء والكلفة الغالية التي سندفعها».
وكشف في هذا السياق عن حراك متجدّد سينطلق في وقت قريب، والدور الأساس فيه للرئيس نبيه بري. ومرحّباً في الوقت ذاته بأي محاولة حوارية توفيقية لكسر جدار التعطيل، في اشارة إلى التحرّك الاخير لرئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وكذلك إلى ما قد تقوم به بكركي من جهد لعقد اجتماع مسيحي، وقال: «المهم هو ان نصل إلى نتيجة في نهاية المطاف، ولا نعلّق أي حوار او اجتماع على حبل طويل من الطروحات والاشتراطات المسبقة».
ورداً على سؤال قال المسؤول الكبير: «اصطفافات الداخل كانت نتيجتها هي التي نعيشها حالياً بالتعطيل الكامل للحياة السياسية، ولانتخاب رئيس للجمهورية، والبعض راهن على تدخّل من الخارج، وها هو الجواب يأتي سريعاً من اجتماع باريس، الذي يصح فيه القول انّ الضجيج وحفلات الطبل والزمر التي سبقت العرس، كانت اكبر من العرس نفسه، ونتيجته تبعاً للتكتم الذي يحيطه، هي صفر مكعب. أليست هذه النتيجة كافية لأن ندرك انّ الخارج، كل الخارج، قال على مختلف مستوياته وبكل لغاته، انّه لن يتدخّل في الملف الرئاسي، ولن ينوب عن اللبنانيين في تحمّل هذه المسؤولية واختيار رئيس الجمهورية؟».