بالحبّ.. لا بالعنف تُبنى الأوطان والأرواح

11 فبراير 2023
بالحبّ.. لا بالعنف تُبنى الأوطان والأرواح


اقترب عيد الحب المعروف بـ “عيد العشّاق” أو “الفالنتاين”، ومن المسلّمات أنه لا يمكن استمرار المجتمعات من دون الحبّ، لأنه من أساسيات الحياة. فما هو الحبّ؟يُمكن وصف الحبّ بأنّه خليط من المشاعر الإنسانية والتصرفات، التي تحمل الكثير من المودة والدفء والاحترام والرغبة بحماية المحبوب، ووضع سعادته في أول سلّم الأولويات. فهو من أهم الأشياء التي تجعلنا نستمر في الحياة.

ومع التطوّر التكنولوجي بدا أمرُ الحبّ معقدّاً في مجتمعنا، فقد تغيّرت مفاهيم الحياة بشكل كبير، نظراً الى تأثير التكنولوجيا والعولمة في حياتنا.  العديد من المعاني والمشاعر تلاشت، لكن بالرغم من ذلك، يبقى الحبّ موجوداً في قلوب الأفراد، لأن الله أودعه في قلوبنا لنتمكّن من العيش في هذه الحياة، فلا حياة من غير حبّ، ولا حبّ من دون حياة.أهمية الحبّ في المجتمعللمحبة أهمية كبيرة لبناء مجتمع صحيّ، فالحب يساعد في زيادة التماسك والترابط في المجتمعات المختلفة، من خلال دفع البشر للتعامل مع بعضهم البعض بمودة ورحمة وتعاطف.وإذا أردنا بناء مجتمع متكامل متماسك ومتضامن، يجب أن ننشر ثقافة الحب والتراحم فيه، فبالحبّ تُبنى الشعوب والأوطان وبه تكون أقوى. وهذا ما أكدته هذه الأيام، فمنذ  فجر الأثنين الماضي، هبّت القلوب الصافية لإغاثة المتضررين من الزلزال المدمرّ الذي ضرب تركيا وسوريا، وأودى بحياة الآلاف في البلدين.فرق متخصصة من دول عدّة بينها لبنان “المنكوب”، سارعت لتقديم المساعدة للبلدين، وتم فتح مطار بيروت ومرفأي بيروت وطرابلس لهبوط الطائرات والسفن المحملة بالمساعدات الإنسانية على أنواعها إلى سوريا. ولم يكتفِ لبنان بهذا، فمشاهد الدمار التي تسبب بها الزلزال، دفعت اللبنانيين إلى تناسي الأزمات التي يعيشونها، فهبّوا لنجدة جارتهم سوريا،  وسيّر البعض منهم قوافل محملة بأطنان المساعدات إلى مختلف المناطق المنكوبة.يعزز الصحة النفسيةتؤكد نظريات علم النفس مدى أهمية الحب فى حياة الإنسان، فهو السبيل للوصول لحالة من التوازن النفسي، وله دور أساسي في دعم الصحة العقلية وتحسين المزاج، فما أهميته في حياتنا؟”لا شيء يحلّ مكان الحب، فهو الذي يعزز صحتنا النفسية”، هذا ما قالته الاختصاصية النفسية فاطمة شريم لـ “لبنان 24”.شريم أكدت أن الحبّ يحمي الانسان من متاعب الحياة. وقالت إنه “في ظل هذه الايام الصعبة، يجب أن نحب بعضنا البعض”.وكشفت أن “الجسم أثناء شعوره بالحب والأمان، يقوم بإفراز هرمون الحب الذي يلعب دوراً مهماً في تحسين صحة الجهاز المناعي، ويساعد على حماية الجسم من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أنه يقلل من الإصابة بالاكتئاب، ويساعد في الشعور بالاسترخاء والاستمتاع بنوم هادئ، والتخفيف من حدّة التوتر والقلق”.وبمناسبة عيد “الفالنتاين”، دعت الاختصاصية النفسية اللبنانيين للاحتفال بيوم الحب ولو بقدرات بسيطة، مضيفة: “أنصح كل فرد بأن يتبادل الحب مع شخص آخر (زوج، زوجة، طفل، أهل، صديق…) ولو بكلمة، لتنتشر الايجابية في المجتمع”.حبّ.. رغم الأزمةرغم الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلد، الا أن السوق اللبناني يحتفل بعيد الحبّ بشكلٍ خجول، فالأحمر انتشر على مداخل وواجهات المكتبات ومحال بيع الهدايا بشكل بسيط.بعض أصحاب هذه المحال كان متفائلا رغم قلّة الشراء والحركة، لمجرد وجود الناس في الشوارع، وقال لنا: “ومن الحب ما قتل.. الحمدلله بعدنا عم نقدر نحب ونحسّ”. وأضاف: “الناس عم تشتري الهدايا البسيطة كرمال تحب وتنحب”.
أحد الزبائن الذي كان في محل يبيع العطور، وقف لدقائق يستعرض الأسعار، وعند شوائه قنينة عطر لخطبيته ابتسم وقال لنا: “معاشي على قدي.. بس بنبسط وبرتاح بس شوفها مبسوطة”.