كتب فادي عيد في “الديار”: يُتوقّع، وفق المعلومات التي ينقلها أحد العائدين من عاصمة أوروبية، أن اتصالات مكثّفة جرت في اليومين المنصرمين بين الفاتيكان وباريس، وحيث تم وضع عاصمة الكثلكة في العالم في أجواء “اللقاء الخماسي” الذي عقد في العاصمة الفرنسية، وبناء على ما تسرّب من أجواء، فإنه، وخلال الأيام القليلة المقبلة، سيكون هناك حراك داخل العواصم الأوروبية من خلال تشاور فرنسي مع معظم رؤساء الاتحاد الأوروبي، وذلك، بهدف وضعهم في الأجواء التي تم التوافق عليها بين الذين اجتمعوا في باريس، وبالتالي، وحتى الساعة، ليس هناك من معلومات مؤكدة حول العناوين الأساسية، والتي سيجري العمل عليها، والتي قد تكون خارطة الطريق للحل الرئاسي وسائر الملفات الأخرى، إذ تُعتبر سرّية، أو أقله لن تظهر قبل وضع المعنيين أوروبياً وإقليمياً على ما تم التوافق عليه بين المجتمعين، على أن تقوم قطر بدور أساسي في وضع إيران بالأجواء، كونها الوحيدة من، “اللقاء الخماسي” التي لها صلات وعلاقات قوية مع المسؤولين الإيرانيين.
ومن هذا المنطلق، قد تسلك الأمور منحى إيجابياً في حال نجحت الإتصالات مع بعض الأطراف الإقليمية، باعتبار أن هذه التعقيدات غير مرتبطة فقط بالملف اللبناني، إنما هناك تعقيدات من الملف النووي إلى الحرب الروسية ـ الأوكرانية، وما يحصل في سوريا والعراق، بمعنى أن ثمة تدخلات في هذه الملفات على أن يكون هناك صيغة توافقية من أجل تحييد الملف الرئاسي واللبناني بشكل عام عن النزاعات التي تعتبر دولية بامتياز من حروب عسكرية واقتصادية، أي ما يجري في روسيا وأوكرانيا وتداعياته على العالم بأسره، ما يعني أن المسألة ليست بالسهولة.
لكن، ووفق المعلومات، ينقل بأن كل هذه المسائل والعناوين أخذت في عين الإعتبار، وقد يكون مسار الحلول انطلق، دون تحديد مواعيد، في وقت تبقى كل الإحتمالات واردة إذا ما استجد أي معطى إقليمي وسياسي وميداني، من شأنه أن يعيد خلط الأوراق من جديد، وبناء على هذه الأجواء، فإن “اللقاء الخماسي” في العاصمة الفرنسية ارتأى عدم إصدار أي بيان لتجنّب أي ردود فعل سريعة أو رفع منسوب التعقيدات والخلافات، إنما كان الإجماع على التشاور مع المعنيين في الداخل اللبناني، مع مرجعيات سياسية وحزبية، أي أصحاب الشأن ومن ثم مع أطراف إقليمية ودولية لتأمين الأرضية الصلبة والظروف الملائمة تجاه المبادرة التي ستنتج عن هذا اللقاء.
وأخيراً، يرتقب أن يكون الأسبوعان المقبلان، منطلقاً لتوضيح كل ما جرى في باريس، وما يمكن أن يحدث لاحقاً، في ظل بلوغ التشاؤم لدى الأكثرية الساحقة، وهذا ما تؤكده مجالس السياسيين من أن انتخاب الرئيس العتيد بحاجة إلى معجزة نظرا لصعوبة الوضع الداخلي والإقليمي والدولي.