عاد رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الى بيروت لاحياء ذكرى اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه ، في ظل تعليقه العمل السياسي وعدم مشاركته في اي نشاط عملي على الساحة اللبنانية، سياسيا كان ام اجتماعيا. لكن الحريري العائد لايام، لن يوفر الفرصة لارسال رسائل واضحة لمن يعنيهم الامر.
لا يرغب الحريري في ترك اي فراغ مرتبط بالبيئة الخاصة لتيار المستقبل، بمعنى انه ليس في وارد ترك المناسبات التي تلتصق بأصل وجود تيار المستقبل وتحديدا 14 شباط، لانه يعلم ان اكثر من شخصية سياسية ترغب بوراثة القاعدة الشعبية المستقبلية في بيروت والمناطق وعلى رأسهم شقيقه بهاء.عودة الحريري تعيد شد العصب المستقبلي وتوحي لجمهور التيار الازرق ان العودة للعمل السياسي لن تتأخر، او على الاقل تطهر أن تعليق العمل السياسي مجرد تكتيك وجزء من اسلوب العمل لتحسين الواقع الاقليمي للتيار والعودة بزخم اكبر، هذا وحده يؤجل الانهيار الشعبي ويحد من تسرب جمهور المستقبل بإتجاه قوى اخرى.وبحسب مصادر مطلعة فإن الحريري سيلتقي كوارد تيار المستقبل لمعرفة الواقع الحالي للتيار، ويضع حدا نهائيا لعلاقته بكل القيادات السابقة التي انشقت عنه وباتت تغرد خارج السرب، وهذا ما يزيل الغطاء الشعبي عنها ويجعلها في خندق الخصوم الى الابد، كما انه قد يفتح باب بيت الوسط للمناصرين.. وترى المصادر ان الحريري اليوم ليس مستعجلا للعودة النهائية الى لبنان، اذ انه يعالج وبشكل جذري الازمة الاقتصادية الخاصة به ويعيد ترميم ثروته التي من دونها لن يكون قادرا على استعادة نفوذه السياسي والاعلامي بالقدر المطلوب في المرحلة المقبلة.بشكل او بآخر سيتمكن الحريري خلال زيارته الى لبنان من تظهير قدرته على التأثير على عدد لا بأس به من النواب السنّة، وهذا بحد ذاته سيكون رسالة واضحة ومباشرة على ان انسحابه من العمل السياسي لا يعني عدم قدرته على التأثير غير المباشر في الاستحقاقات الاساسية مثل الانتخابات الرئاسية.لن تطول عودة الحريري الى بيروت لكنها ستحمل معها الكثير من الرسائل وسيكون لها تأثير جدي على تحالفات عدد كبير من النواب الذين لا يزالون يدورون في فلك بيت الوسط، حتى ان لقاءاته السياسية المحدودة ستكون عبارة عن رسائل في اكثر من اتجاه.