لفت نظر أو تهديد بالعقوبات؟

14 فبراير 2023
لفت نظر أو تهديد بالعقوبات؟

كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: إلى لبنان وصلت رسمياً أجواء اجتماع باريس «الخماسيّ» ومقرّراته. جال سفراء الدول المشاركة على المسؤولين تباعاً لإبلاغهم بأجواء النقاشات وتوضيح الإلتباس لعدم صدور بيان رسمي عن ممثلي الدول المشاركة. في الأساس لا توصية رسمية يتبلّغها لبنان ولا مقرّرات، مجرد «لفت نظر» للمخاطر التي ستنتج عن استمرار الفراغ في سدّة الرئاسة والتنبيه إلى أنّ الدول ستساعد لبنان بقدر ما يساعد نفسه على الخروج من أزمته. رمى وفد السفراء الكرة في الملعب اللبناني. أعدّت الدول المجتمعة مسودة بيان ختامي لم تجد حاجة لإعلانه في ظلّ الخلاف في وجهات النظر حول مقاربة الوضع اللبناني فكان الإتفاق على تنبيه المسؤولين إلى خطورة الوضع الراهن وتداعياته. لم يكن كلام السفراء بالمباشر عن عقوبات وآثروا عدم استخدام المصطلح مباشرة واستعاضوا عنه بعبارة ضغوطات لعلّها تفي بالغرض. ذلك لأنّ البحث في فرض عقوبات اعتبره المشاركون غير ذي جدوى ودونه صعوبات، فأيّ عقوبات قد لا تجدي نفعاً، ومن سيفرض عقوبات على من؟ ومن يراقب وضمن أي جدول زمني؟

 
من اطّلع على مسودة محضر الإجتماع استخلص وجود مبارزة سعودية فرنسية. حاول الأميركي دعم الموقف السعودي، إلتزم المصري الصمت فيما لم يغادر الجانب القطري سقف الموقف السعودي والتماهي معه. ما يحمل المطلعين على القول إنّ الجانب السعودي تمكّن من فرض شروطه. وفي موضوع رئاسة الجمهورية تم التداول باسمين هما رئيس «المرده» سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون. غير أنّ مصادر مطلعة على سير النقاشات قلّلت من شأن الحديث عن تباين في وجهات النظر، وقالت إنّ مجرد جولة سفراء الدول المشاركة تعني توافقهم مجتمعين على وجود مشكلة تستدعي التدخل ولو لم تصدر قرارات ملزمة. واعتبرت أنّ المجتمعين وضعوا خارطة طريق لانتخاب رئيس جمهورية توافقي وتسمية رئيس حكومة توافقي، أي أنّ البحث لم يقتصر على الرئاسة الأولى فقط، وعلى عكس ما يشاع فقد استخلص المجتمعون أنّ السعودية لا تتمسك بمرشح رئاسي تابع لها مئة بالمئة وكذلك الأمر بالنسبة إلى رئيس الحكومة، لتجزم التوافق على التوافق كمبدأ أساسي بين المجتمعين. ومن المقرر أن يستكمل وفد السفراء جولاته على القيادات اللبنانية وستشمل البطريرك بشارة الراعي و»حزب الله»، على ألا تكون للسفراء مجتمعين وإنما تستقبل كل جهة سفراء الدول التي تربطها بها علاقة جيدة. فتزور السفيرة الفرنسية وسفير قطر «حزب الله» لوضعه في جو النقاشات التي حصلت لكونه طرفاً أساسياً في النقاش الدائر وإن لم تكن إيران من الدول المشاركة. وخلصت المصادر إلى القول إنّ الإجتماع وإن لم يخرج بما هو ملزم إلا أنه يمكن البناء عليه لتوقع حلحلة في انتخاب الرئيس في المدى المنظور.