المكوّن السنيّ ليس مَن يعرقل انتخاب الرئيس

15 فبراير 2023
المكوّن السنيّ ليس مَن يعرقل انتخاب الرئيس


احيا الرئيس سعد الحريري، الذي عاد الى بيروت في زيارة قصيرة، ذكرى استشهاد والده، الرئيس رفيق الحريري، ولاقى، حشداً سياسياً وشعبياً كان بانتظاره عند الضريح، أمام جامع محمد الأمين وسط بيروت، في حين استقبل عددا من الوفود السياسية في دارته في بيت الوسط.

وفي حديث مع الإعلاميّين أكّد الحريري أنّ “الذين شاركوا اليوم في ساحة الشّهداء هم ضمانة البلد ورمز الاعتدال”، قائلاً: “أشتاق إلى لبنان كثيراً، ورغم أنّني تركتُ السياسة، إلّا أنّني لم أترك ناسي”.
الحريري أشار الى أنه ترك العمل السياسيّ كي لا يقول إنه “غير قادر”، واعتبر أن المكوّن السنيّ ليس مَن يعرقل اليوم انتخاب رئيس جمهوريّة، وقال: “لست من الأشخاص الّذين يقولون مش قادر وما بدّي.. فالبلد وصلَ إلى هذه الحالة نتيجة سوء الإدارة، ولبنان غنيّ جدّاً ويجب إدارته بما يصبُّ في مصلحة الناس”.
توازياً، وفي ذكرى اغتيال الحريري، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن مكافأة بقيمة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن المتّهم باغتياله ورفاقه، سليم عياش.وكتبت ” الشرق الاوسط” : آثر الحريري إحياء الذكرى الثامنة عشرة لاغتيال والده بصمت، رافضاً مخاطبة آلاف المناصرين الذين وافوه إلى الضريح بأي كلمة كي لا يضفي على المناسبة بُعداً سياسياً يخرجها عن رمزيتها.خالف الحريري، الذي عاد مساء الأحد الماضي إلى بيروت بعد عام على إقامته خارج العاصمة اللبنانية، رغبة جمهوره التوّاق إلى أي كلمة ترسم ملامح المرحلة المقبلة ويحدد تاريخ عودته إلى العمل السياسي، علماً بأن الحضور الكثيف لأنصاره شكّل رسالة بالغة الدلالة، تشير إلى أنه لا يزال يتمتع بقاعدة شعبية واسعة في الشارع اللبناني، والسني تحديداً، كما بدا من الهتافات، ومطالبته بالعودة إلى لبنان «لإرساء التوازن المفقود».وأوضح قيادي في «المستقبل» أن الحريري أبلغ قيادات وكوادر تياره الذين التقاهم في دارته ليل الاثنين بأن «مكوثه في لبنان لن يدوم سوى أيام قليلة»، وأن «العزوف عن العمل السياسي ما زال قائماً».القيادي، الذي رفض ذكر اسمه، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن الحريري «سيعطي الأولوية في المرحلة القادمة لمتابعة شؤون الناس، وتقديم الخدمات والمبادرات الاجتماعية والصحية للأسر المحتاجة سواء عبر تيار المستقبل، أو عبر الجمعيات الأهلية التي تتكفّل إيصال المساعدات للمحتاجين». وذكّر الحريري، وفق ما نقل القيادي نفسه، بأن «الناس عرفت والده رفيق الحريري من خلال خدماته في بناء المدارس والمؤسسات الاجتماعية وتقديم المنح التعليمية وتخفيف معاناة اللبنانيين إبان الحرب الأهلية وبعدها، وإن رفيق الحريري وصل إلى رئاسة الحكومة كرجل دولة وليس رجل سلطة»، معتبراً أن سعد الحريري «غادر العمل السياسي عندما أدرك أن مشروع بناء الدولة مستحيل في ظل الوضع القائم».واعتبر القيادي في تيار «المستقبل» النائب السابق محمد الحجار، أن الحريري «لم يتخذ قراراً ارتجالياً عند تعليق عمله السياسي، بل جاء نتيجة مراجعة وقراءة متأنية لتجربته في الحكم». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن الظروف التي أملت تعليق العمل السياسي ما زالت قائمة، إذ إن «الذهنية الحاكمة ما زالت قائمة، والأحداث التي يعيشها لبنان تثبت صوابية هذا الخيار».