كتبت مربم نسر في” الديار”: وخلافاً لكل ما يتردد، تؤكد “حركة أمل” أن العلاقة لم تنقطع يوماً بينها وبين سوريا، إلا أنها لم تنفِ أن هناك بعض الأمور العالقة بينهما، والتي يُعمل على حلِّها وليس لها علاقة بالحرب، بالإضافة الى أن هناك مَن يقوم بدور تحريضي على بري لدى القيادة السورية، وعلى الرغم من ذلك، اللقاءات تحصل بشكل مستمر على صعيد رسمي وشبه رسمي، وان مكتب الحركة لا يزال قائماً ولم يُقفل يوماً، وهناك لقاءات دورية وزيارات متبادلة باستمرار.
هذا بالكلام غير المرئي، أما ما يمكن أن نراه ويؤكِد عليه، وبعد كل ما قيل ويُقال عن طبيعة العلاقة بين الطرفين على مدى سنوات، أي منذ بداية الحرب على سوريا وما حملت معها من سلبيات، لعل الشيء الوحيد الذي يحوّلها الى إيجابية، هو ما يتم الحديث عنه عن زيارة قريبة جداً لبري الى دمشق للقاء الرئيس بشار الأسد. زيارة حُسِمت بانتظار إعلان توقيتها، وهذه الخطوة تأتي بعد سنوات طويلة عن آخر زيارة علنية رسمية قام بها بري الى الشام قبل عام ٢٠١١.في الظاهر، يبدو أن الأمور تحرّكت بعد الزلزال الذي حصل في سوريا، والذي حرّك لبنان الرسمي نحوها بعد قطيعة رسمية دامت طويلاً، ومن ضمن الذين تحرّكوا أيضاً “حركة أمل” التي أعلنت أنها أرسلت فِرق إسعاف وإنقاذ من الدفاع المدني التابع لـ “كشافة الرسالة الإسلامية” الى سوريا للمساعدة في أعمال الإغاثة. خطوة للوهلة الأولى لا يمكن إلا أن تكون ردة فعل إنسانية طبيعية ودافعاً سياسياً للحكومة اللبنانية، والحديث عن زيارة مرتقبة لبري الى دمشق تندرج في هذا السياق، كما تقول مصادر مقربة من ” امل”، وكأن الوفد اللبناني هيّأ لها، باعتبار أن الظروف الداخلية والخارجية باتت مناسبة لاتخاذ هذا القرار.
هكذا تظهر الصورة العلنية، أما عما يحدث خلفها، يقال إن الزيارة كانت مقررة قبل الزلزال، وأن طريقة التعامل بين الطرفين كان متفقا عليها من الزاوية السياسية بهدف إبقاء بري محور الدورة السياسية في المنطقة، وليؤدي هذا الدور عليه أن يكون مرِنا مع جميع الأطراف، وهذا ما يصب من وجهة نظره في مصلحة سوريا والمقاومة.
فهناك الكثير من الدول التي انقطعت عن سوريا علناً ولم تنقطع سراً، وكل منها يختار اللحظة المناسبة للإعلان عنها، ولعل هذه اللحظة جاءت أو انها عند بري الذي كان دائماً يقول إنه حليف سوريا الأول ولن يسمح بتوتير العلاقة بينهما.