أحدثت قضية اختفاء الشيخ أحمد شعيب الرفاعي الكثير من البلبلة التي يُخشى منها ومن نار فتنتها التي قد تندلع في أيّ لحظة، كما طرحت تساؤلات مختلفة عن السبب الذي قد يُعرّض هذا الشيخ الذي يتمتّع بسمعة طيّبة وفق ما يقول مقرّبون منه لـ “لبنان الكبير”، للاختفاء أو للاختطاف؟
لا معطيات واضحة ولا معلومات مؤكّدة حتّى هذه اللحظة تُسهم في إزالة “الغمامة السوداء” التي وضعت على أعين الشماليين عموماً والعكاريين خصوصاً، كما لم تتلقَ عائلة الرفاعي أيّ خبر يُزيح الكرب عن الصدور، فقد حاولت مراراً التواصل معه منذ يوم الاثنين، لكن من دون جدوى، وكانت عرضة للكثير من الشائعات والأقاويل التي زرعت الشكّ في النفوس، إذْ حاول البعض اتهام الأجهزة الأمنية بالمسؤولية عن عملية الاختفاء هذه، فيما تحدث البعض الآخر عن تورّط “حزب الله” فيها بسبب مواقف الشيخ السياسية المعادية له.
وفي التفاصيل، بعد زيارة الشيخ الرفاعي أحد المساجد في البداوي – طرابلس، انتقل إلى الميناء، حيث “رصد قيام بعض الأشخاص بالقرب من جامعة بيروت العربية بالاعتداء عليه بالضرب ووضعه في سيارة وخطفه”، وفق ما يقول مصدر لـ “لبنان الكبير”.
ويُضيف المصدر: “أرسل أحد الوزراء الحاليين رسالة إلى أحد أقرباء الرفاعي الذي حاول التواصل معه مسبقاً لمعرفة مصير الشيخ، فأكّد له الوزير أنّ مخابرات الجيش أوقفته، لكن من دون ذكر المنطقة التي أوقف فيها، لتنفي فيما بعد مخابرات الجيش هذه الأقاويل وتُؤكّد أنّه غير موجود عندها وأنّها لا تختطف مواطنين من دون إبداء السبب أو الاعلان عن ذلك، مع العلم أنّ المواطنين في العبدة كانوا قد قطعوا الطريق عندما اعتقدوا أنّه محتجز لدى مخابرات الجيش، وفتحوها فيما بعد عند اطمئنانهم الى أنّه لا يزال بخير وعلى قيد الحياة”.
ويشير الى “أننا لا نعرف مصير الشيخ ولكن إذا كانت الأجهزة قد اعتقلته فعلياً، فهي لن تسمح له قطعاً بالاعتراف ضدها وفضحها علناً”، مؤكداً أنّ مشكلة الشيخ لا تُعدّ عائلية كما اعتقد البعض، “فلو كانت عائلية لكان كشف الأمر سريعاً”، لكنّ من الواضح أنّ الأزمة سياسية أو أمنية.
ووفق معطيات “لبنان الكبير” فإنّ الاتصالات لا تزال مستمرّة ومتواصلة لمعرفة التفاصيل التي تدفع إلى اختفائه، الأمر الذي استدعى عقد اجتماع عاجل وطارئ في دار إفتاء عكار والتواصل مع مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي تابع شخصياً هذه القضية مع الأجهزة الأمنية التي نفت بدورها اعتقال الشيخ، كما كلف القاضي الشيخ خلدون عريمط متابعتها شمالاً.
من هنا، يرفض مصدر ديني في حديث لـ “لبنان الكبير” إقحام الأجهزة الأمنية في هذا الملف، معتبراً أنّها “لا تُخبئ من تُلقي القبض عليهم ولا تختطف مواطنين كما يزعم البعض ولا تحمّل نفسها أيّ مسؤولية مع فتنة هي الأبعد عنها خصوصاً في هذه الظروف”.
كما يلفت الى أنّ عملية الاختطاف المتوقّعة قد تكون ناتجة عن سرقة أو محاولة طلب فدية من عائلته، وقد تكون مسألة عائلية وخطّط البعض لاعتقاله بهدف الانتقام. ويقول: “وردتنا معلومات عن أنّ الشيخ الرفاعي كان يحمل معه 6000 دولار وقد يكون أحدهم قد علم بذلك فقام باختطافه. ونتمنى عودته بالسلامة إلى عائلته قريباً وألّا ينجرّ أحد إلى دائرة السوء أيّ الفتنة التي تكمن في اتهام حزب سياسيّ بخطف رجل دين سنّي، ما قد يُشعل معارك ميدانية أو كلامية نحن في غنى عنها وعن تداعياتها حالياً”.