قبل خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاخير، وبعده، كان الحديث عن ذهاب لبنان نحو فوضى مجتمعية وامنية يتزايد بشكل كبير في ظل التسارع الكبير في ووتيرة الانهيار النقدي والاقتصادي، الامر الذي جعل نصرالله يضع تهديده العسكري على الطاولة.
بحسب حزب الله فإن الاميركيين هم من يسعى بشكل اساسي لاحداث فوضى في لبنان، ولذلك فإن تهديد نصرالله وجه اليهم دون غيرهم من الدول، فهل من مصلحة واشنطن حقا الوصول الى حافة الانهيار الكامل والفوضى الشاملة في لبنان،؟في المرحلة الماضية لم يكن الاميركيون قد حسموا امرهم بعد، اذ كان هناك وجهة نظر اساسية داخل الادارات الاميركية تقول بأن الانهيار الكامل والفوضى الشاملة تفيد حزب الله وتجعله اقدر على ملء فراغ الدولة اللبنانية والذهاب ابعد في عملية السيطرة على مؤسسات الدولة الدستورية.هذه النظرية أخّرت الانهيار الشامل في لبنان لفترة طويلة، لكن وبحسب مصادر مطلعة فإن جهات داخل الادارة الاميركية باتت مقتنعة بأن الانهيار الاقتصادي الكامل والفوضى الامنية في لبنان ستجعل من حزب الله محاصراً شعبيا وغير قادر على احتواء تبعات الازمة وهذا ما سيستنزفه بشكل جدي.لكن، الى جانب واشنطن لا يبدو ان فرنسا مثلا، وهي احدى ابرز الدول الحليفة للولايات المتحدة، ترغب بالوصول الى الانهيار لان ذلك يطيح بمصالحها الاساسية ويشكل تهديدا جديا لها نظرا لموقع لبنان على البحر المتوسط وحجم النزوح السوري الموجود داخله والذي سيصبح قنبلة هجرة موقوتة بإتجاه القارة الاوروبية التي تعاني اقتصاديا.حتى ان المملكة العربية السعودية وبالرغم من تأييدها لأي خطوة تضعف حزب الله لكنها في الوقت نفسه ترفض بشكل قاطع ان يتأثر اتفاق الطائف ويتعرض لضرر بوصفه النظام السياسي القائم في لبنان، وبما ان الانهيار والفوضى قد ينهيا ويسقطا النظام السياسي فإن الرياض ليست متحمسة للفوضى الشاملة.في اطار كل هذه الحسابات الدقيقة تسير القوى الفاعلة في لبنان، من حزب الله الى السعودية وصولا الى الولايات المتحدة الاميركية، فما هي الاستراتيجية التي ستسود في الايام المقبلة، وكيف سيتعامل حزب الله مع التطورات؟