مهما صعبت الأزمات على المواطن اللبناني، فان لرفاهيته حيّزاً مهماً لا يستعيض عنه. فبعدما تكللت قمم لبنان بالزائر البهيّ الأبيض، عمد كثيرون إلى تخصيص أيام عطل نهاية الأسبوع لقضائها عائلياً بين حلبات التزلج والمطاعم، بعيداً من هموم العمل والضغوطات التي لا تعدّ ولا تحصى في هذا البلد الصغير.
وفي زمن “الدولرة”، باتت بطاقات الدخول في أغلب مراكز التزلّج تسعّر بالعملة الخضراء وتتراوح ما بين 25 إلى 50$، مع الإشارة إلى أن الأسعار الأعلى تسجّل في نهايات الأسبوع، حتى ولو أراد الزائرون اللهو بالثلج فقط من دون ممارسة الرياضات الشتوية.إلا أن مشاريع نهاية الأسبوع “المقدّسة” بالنسبة للكثيرين، ليست محصورة فقط لتعزيز السياحة الشتوية على الرغم من أهمية هذا القطاع، إن على المستوى الرسمي والشعبي. إذ أن تناول الغذاء في المطاعم، على قدر المستطاع وبحسب ميزانية كل عائلة، خاصة وأن عدداً كبيراً يختار أخذ الأطفال إلى المولات ومراكز الاستجمام للعب، في رفاهية ليست بمتناول يد الجميع.أما بيوت الضيافة التي نشطت أعمالها في السنوات الأخيرة، فتستقبل في نهايات الأسبوع بشكل خاص الأشخاص الذين يريدون الإبتعاد عن زحمة المدينة واللجوء إلى مكان بسيط “لتغيير الجوّ” والإستفادة من الطقس الشتوي والثلوج، في أسعار تبدأ من الـ50$ وتصل إلى 150$ بحسب المناطق والخدمات المقدمة.وهذه البيوت التي تتميز معظمها بالهندسة المعمارية القديمة، كان لها حصّة الأسد هذا العام عقب عطلة عيد الميلاد وفي ظل الأسعار الباهظة التي سعّرت بها الفنادق غرفها، فباتت متنفساً للمتزوجين حديثاً والعائلات أيضاً، وكل من أراد قضاء يومين “على رواق”.إذاً، الأنشطة المعتادة التي كان يهرب باتجاهها اللبناني قد تبدّلت فعلاً، إلا أنه وعلى رغم الأزمات، يواظب عدد كبير من اللبنايين على تخصيص مساحة لصحته النفسية وللاعتناء بنفسه وسط زحمة الجنون التي نعيش بها، كلّ على حسب مقدرته.