أعداد المسيحيين… كلام صعب لابد من أن يقال

25 فبراير 2023
أعداد المسيحيين… كلام صعب لابد من أن يقال

انطلاقا من هنا وانطلاقا من الكلام الاخير الذي أثير حول اعداد المسيحيين في لبنان، التي وعلى غرار بقية الطوائف الاخرى تراجعت بشكل كبير منذ انفجار المرفأ في الرابع من آب وحتى اليوم، لا بل منذ بداية الازمة الاقتصادية الحالية بشكلها الفعليّ منذ العام 2019، نقول انه ليس خفياً على أي أحد ان رغبة المواطن اللبناني في العيش بكرامة وبحبوحة تدفعه الى البحث عن عمل اكان في بعض الدول العربية او غير العربية بشكل مؤقت او دائم.
لكن وعلى الرغم من هذه الحقيقة، وعلى الرغم من ادراك الجميع ان وضع حدّ لهجرة اللبنانيين ومن ضمنهم المسيحيون يكون عبر معالجة الأسباب السياسية ومن ثم الاقتصادية المؤدية الى هذه الهجرة ، يذهب البعض الى اعتماد سياسات ردة الفعل او رفع الصوت، وهما من الأساليب التي “لا تطعم خبزا”، اذ لا امكانية لهما من انتاج حلول تدفع وتساعد الشباب على الصمود في أرضهم ووطنهم.
واللافت ايضاً، ان اي حديث عن فرملّة للهجرة اللبنانية الحاصلة والمسيحية بشكل خاص، لا بد له من ان يبدأ عبر طرح الحلول السياسية الممكنة والتي لا يمكن ان تبصر النور قبل الذهاب الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهنا تبدو مسؤولية المسيحيين متقدمة على سواهم من مكونات المجتمع اللبناني، نظرا لطبيعة الموقع الدستوري الأول، مع العلم ان انهاء الشغور الرئاسي مسؤولية لبنانية مشتركة ذات طابع وطني.
وفي هذا السياق، يشير مصدر مطلع لـ”لبنان 24″ الى ان ” القلق الذي يراود البعض حول الحديث عن اعداد المسيحيين هو مشروع ولا يمكن البحث فيه، لكن ما يجب البحث فيه هو الدور الذي اداه المجتمع المسيحي للحفاظ على وجوده وشبابه وأبنائه بشكل عام.وعندما نقول المجتمع المسيحي الذي هو جزء من المجتمع اللبناني العام، نقصد 3 جهات اساسية وفاعلة، الجهة الأولى هي الاحزاب المسيحية التي تمثل البعد السياسي المسيحي، و الجهة الثانية متمثلة في الدور الروحي وتحديدا دور الكنيسة ومؤسساتها الاجتماعية، اما الجزء الثالث فهو متمثل بالمجتمع الأهلي المسيحي الذي غالبا ما يتم نسيانه عن قصد او عن غير قصد.
وامام هذا الواقع لا بد من توجيه مجموعة اسئلة الى كل جهة من الجهات الـ3 المشار اليها، لمعرفة مدى الجدية التي عملت فيها لصون الحقوق والمحافظة على الوجود.
لذلك نسأل الاحزاب المسيحية الكبيرة التي تقول انها تحتكر التمثيل المسيحي منذ الـ2005 وحتى اليوم، ان كانت راضية عن الواقع الذي وصل اليه المجتمع المسيحيّ وان كانت قد تمكنت فعلا من تحصيل حقوق المسيحيين بعيداً عن الشعارات الرنانة الكثيرة.
ونسأل الكنيسة ايضا ان كانت مقتنعة ان ما تقوم فيه حاليا من دور اجتماعي وسياسي واقتصادي هو افضل ما يمكنها فعله؟ كما نسألها وهي مرجعية وطنية ثابتة، عن خططها ورؤيتها في مجال تثبيت الوجود المسيحي، مع العلم ان لا مسؤولية مطلقة عليها اذ انه من غير المنطقي ان تحلّ مكان الدولة بشكل كامل وشامل.
والسؤال الثالث والأخير، موجه الى المجتمع الاهلي المسيحي واصحاب الرساميل فيه، الذين يحلو لهم عقد الندوات والمؤتمرات حول الواقع المسيحي وتحدياته وأفاقه، نسألهم عن خطواتهم الخجولة او شبه المعدومة على الرغم من الامكانيات الكثيرة.
والسؤال الأخير الذي نعلم سلفا جوابه، موجه الى المواطنين اللبنانيين من غير المسيحيين: هل تريدون فعلا العيش في مجتمع لا تنوّع فيه؟

المصدر:
خاص لبنان 24