رغم حظوظه.. هل ينسحب فرنجية من السباق نحو بعبدا؟!

27 فبراير 2023
رغم حظوظه.. هل ينسحب فرنجية من السباق نحو بعبدا؟!


 
رغم أنّ رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لم يعلن حتى الآن بشكل صريح ترشحه إلى رئاسة الجمهورية، فإنّ اسمه يبقى متصدّرًا “بورصة” المرشحين، ربما لكونه مصنَّفًا في الكثير من الأوساط السياسية، على أنّه بين المرشحين “الأوفر حظًا”، إن لم يكن أوفرهم حظًا على الإطلاق، علمًا أنّ طبيعة الانتخابات الرئاسية لا تلزم أحدًا بإعلان ترشيحه، إذ يكفي أن يحصد غالبية أصوات النواب، حتى يصبح رئيسًا منتخبًا للجمهورية.

Advertisement

 
لكنّ طريق فرنجية نحو بعبدا لا تبدو، حتى الآن، مفروشة بالورود، فمقابل الدعم المُعلَن والمُبطَن الذي يحوز عليه من الكثير من القوى السياسية، ثمّة عوائق يصطدم بها ترشيحه، ما يحول دون قدرته على تأمين 65 صوتًا لغاية تاريخه، أو بالحدّ الأدنى قدرته على تأمين حضور 86 نائبًا أيّ جلسة تفضي إلى انتخابه، ولا سيما أنّ بين نواب المعارضة من يدعو إلى “مقاطعة” مثل هذه الجلسة، كما يفعل “حزب الله” مع مرشحين آخرين.
 
ومع أنّ فرنجية يؤكد أنّ حصوله على 65 صوتًا كافٍ لوصوله إلى بعبدا، ثمّة من يتحدّث عن عائق “ميثاقي”، يتمثّل بـ”الفيتو” الذي يشهره في وجهه القادة الموارنة، وفي مقدّمهم رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل، الذي يبدو أنّه يقترب من إعلان “الطلاق” مع “حزب الله” بسبب دعمه لفرنجية، ما يدفع إلى طرح السؤال جدّيًا هذه المرة: هل ينسحب رئيس تيار “المردة” من الاستحقاق الرئاسي؟ ومتى؟
 
لا انسحاب على الطاولة
 
يستبعد المتحمّسون لخيار رئيس تيار “المردة” أيّ انسحاب محتمل للرجل، ليس فقط لأنّ الدستور لا ينصّ على إعلان ترشيحات وانسحابات، ولا لأنّه لم يعلن ترشحه أصلاً حتى ينسحب، كما يؤكد بصورة دائمة لسائليه، ولكن قبل ذلك لأنّ “حظوظ” فرنجية بالوصول إلى بعبدا لا تزال تتقدّم على حظوظ أيّ مرشح آخر، ولا سيما أولئك الذين يتمّ تداول أسمائهم في الوقت الحالي، على غرار قائد الجيش العماد جوزف عون، أو النائب ميشال معوض.
 
يقول هؤلاء إنّ فرنجية يستند إلى قاعدة “صلبة” من المؤيّدين داخل البرلمان وخارجه، وهي غير محصورة بفريق دون غيره كما يحاول البعض الترويج، فهو يسعى ليكون مرشحًا “توافقيًا”، يحصل على دعم “الثنائي الشيعي”، من دون أن يكون “مرشحه”، تمامًا كما ينال تأييد نواب آخرين من مختلف الكتل، ومن المستقلّين أيضًا، علمًا أنه قادر على “اختراق” بعض الكتل المعارضة مبدئيًا له، بما فيها بعض الكتل المسيحية الكبيرة.
 
ولعلّ ما يزيد من “عزيمة” فرنجية على خوض المعركة يكمن في دعم “حزب الله” له، ولو بقي من دون إعلان، ولا سيما أنّ هذا الدعم بدل أن يتراجع، على وقع “الخلاف” الذي وقع بين الحزب ورئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل، يقترب من أن يصبح “علنيًا”، وهو ما ألمح إليه رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد قبل أيام، حين تحدّث عن مرشح مفضّل لدى الحزب يسعى لإقناع الآخرين به.
 
كل الاحتمالات واردة
 
وخلافًا لما يُحكى عن “فيتو” إقليمي على رئيس تيار “المردة”، يقول المتحمّسون له إنّ اتصالاته مفتوحة مع مختلف القوى المؤثرة في الداخل اللبناني، وإنّ علاقته “جيّدة” مع الجميع من دون استثناء، علمًا أنّ معظم الأطراف المنخرطة في الملف اللبناني تؤكد أنّها توافق على ما يتّفق عليه اللبنانيون، باعتبار أنّ الاستحقاق “داخلي” بامتياز، وأنّ الكرة في ملعب اللبنانيين ليقرّروا بأنفسهم من هو الرئيس “الصالح” لقيادة هذه المرحلة الاستثنائية.
 
وإذا كان البعض يراهن على إمكانية أن يتلقى فرنجية طلبًا من “داعميه” للانسحاب من السباق، ودعم مرشح آخر يمكن أن يكون مقبولاً من الجميع، فإنّ العارفين يستبعدون مثل هذا السيناريو، ويقولون إنّه لو كان واردًا من طرف “حزب الله” على سبيل المثال، لما تأخّر حتى الآن لطرق بابه، علمًا أنّ “الحزب” أوصل رسائل مختلفة لفرنجية تؤكد تمسّكه بدعمه، أكثر من أيّ وقت مضى، ولا سيما بعد وصول العلاقة مع “التيار” إلى مرحلة “حرجة”.
 
مع ذلك، يؤكد المتحمّسون لفرنجية أنّ كل الاحتمالات تبقى واردة، فإذا ما شعر الرجل أنّ أيّ “مبادرة” أو “تسوية” يمكن أن تحصل على اسم غير اسمه، فهو لا يمكن أن يقف في طريقها، بل سيكون أول العاملين على إنجاحها، وسيتولى عندها إقناع “حزب الله” وغيره بالسير بها، إذا ما كانت تؤمّن مصلحة البلد، إلا انّ هذا الأمر يبدو “بعيد المنال” اليوم، حيث لا تزال المؤشرات تميل لصالحه، ولو أنّ الظروف لم تنضج بعد لإتمام العملية.
 
قد يكون السؤال عن موعد “انسحاب” رئيس تيار “المردة” من السباق الرئاسي، والذي يتكرّر في الآونة الأخيرة، مُستغرَبًا بالنسبة إلى المتحمّسين لانتخابه، ولا سيما أنّه يتناقض مع “جوهر” الانتخابات الرئاسي في لبنان، لكنّه لا يبدو كذلك بالنسبة إلى كثير من المتابعين، ممّن يعتقدون أنّ فرنجية لا يزال، حتى إثبات العكس، “الرقم الصعب” بين المرشحين للرئاسة، حتى إشعار آخر، قد لا يكون قريبًا في المدى الزمني…