هل يعود الانقسام المسيحي الاسلامي؟

28 فبراير 2023
هل يعود الانقسام المسيحي الاسلامي؟


واحدة من حسنات الاشتباك السياسي الذي بدأ عام ٢٠٠٥ والذي قسم لبنان والقوى السياسية الى قوى الثامن والرابع عشر من اذار انه انهى الانقسام التقليدي، الاسلامي-المسيحي الذي سيطر على الحياة السياسية والاجتماعية اللبنانية منذ ما قبل الحرب الاهلية، وخلق سياقات وانقسامات اخرى مختلفة.

لعب المسيحيون عن غير قصد دورا جديا في هذا الموضوع، خصوصا ان القوى السياسية المسيحية تواجدت على ضفتي  الانقسام السياسي، فكان “التيار الوطني الحر” و”تيار المردة”الى جانب قوى ٨ اذار في حين ان “القوات اللبنانية” و”الكتائب” شكلا جزءاً من تحالف “قوى الرابع عشر من اذار”.في الاشهر الماضية عاد الحديث عن الانقسام التقليدي في ظل تقلص الانقسام السنّي-الشيعي وحصول تقاطعات جدية بين القوى السياسية الشيعية والنواب السنّة والشخصيات والقوى السنّية، ولعل الخلاف بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل الذي ارخى بظلاله على معظم الافرقاء السنّة، ساهم في تراجع الحضور السنّي داخل قوى ١٤ اذار.كما ان الخلاف الاخير بين التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل من جهة وحزب الله من جهة اخرى دفع بباسيل للتراجع خطوات الى الوراء والى رفع مستوى خطابات ذات طابع مسيحي ليتقاطع مع القوات في بعض العناوين والخطوات، حتى ان البعض بدأ يرى ان الاحزاب المسيحية تكبل بعضها لانها غير قادرة على تقديم تنازلات مضرة شعبياً.يبدو ان القوى المسيحية اليوم لا تجد اي مصلحة في الانخراط في تسوية جدية، ان كان حول الاستحقاق الرئاسي او تسوية عامة لادارة الواقع اللبنانية في المرحلة المقبلة، وان كانت خلفيات كل من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر لرفض التسوية مختلفة، فإن  النتيجة واحدة.نجحت القوى المسيحية الاساسية، كلّ من موقعه، في اظهار اللا مصلحة المسيحية العامة، بالموافقة على اي عرض سياسي تسووي مطروح على الطاولة وهذا الامر سيجعل تنازل هذا الفريق او ذاك “خيانة” سياسية للمسيحيين او اقله سيظهره كذلك، في المقابل لا تزال القوى المسلمة اقرب الى العناوين المطروحة. الاخطر ان عدم سير القوى المسيحية في اي تسوية سيجعل اتمامها مستحيلاً، وهذا ما سيزيد حجم الكباش الاعلامي والسياسي، ما يعني ان مرحلة الانقسام الاسلامي المسيحي ستطول وستتجذر مجددا في الحياة السياسية والاجتماعية اللبنانية.