منذ تاريخ 6 شباط تعيش تركيا على وقع الزلازل، فقد أدى الزلزالان المدمران اللذان وقعا في هذا التاريخ وبلغت قوتهما 7.8 و 7.5 درجات على مقياس ريختر إلى سقوط أكثر من 44300 قتيل من بينهم عدد من اللبنانيين، وكانا الأسوأ في تاريخها الحديث.
ومنذ السادس من شباط تم تسجيل 9990 هزة ارتدادية عقب الزلزال الذي وقع في ولاية كهرمان مرعش وفق ما أعلنته إدارة الكوارث والطوارئ التركية، وآخرها وقع أمس الإثنين في مدينة ملاطية حيث تعرضت لزلزال بقوة 5.2 درجة تسبب بمقتل شخص وإصابة 69 بجروح.
من المُتعارف عليه ان تركيا هي وجهة سياحية يقصدها كثيرون حيث تستقبل سنويا ملايين السياح ومن بينهم اللبنانيون الذين يعتبرونها وجهتهم المفضلة لسهولة دخول أراضيها وعدم الحاجة إلى تأشيرة.
وكانت تسيّر يوميا عدة رحلات إلى تركيا تنقل لبنانيين بهدف السياحة أو التجارة وكانت الطائرات دائما “مفولة” لدرجة انه كان يتعذر أحيانا إيجاد تذكرة سفر ولاسيما في فصل الصيف، ولكن بعد الزلازل الأخيرة التي ضربت مختلف مناطق في البلاد واستمرار الهزات الارتدادية لزلزال سوريا وتركيا لنحو عام ، فالسؤال المطروح ما هو وضع الحجوزات إلى تركيا وهل ما زالت الوجهة السياحية المفضلة بالنسبة للبنانيين؟
الرئيس السابق لنقابة الأدلاء السياحيين وصاحب إحدى وكالات السفر هيثم فواز يؤكد عبر “لبنان 24” ان “ما حصل في تركيا أثّر ليس فقط على لبنان بل على المنطقة ككل”، مشيرا إلى جمود كبير يشهده سوق بيع تذاكر السفر إلى تركيا وحتى إلى بلدان أخرى وذلك بسبب الخوف الذي يعيشه اللبنانيون من حصول زلزال أو هزة في لبنان”.
وكشف فواز عن “تأثر السياحة في لبنان أيضا بهذا الموضوع حيث قام عدد كبير من السياح الأجانب بإلغاء حجوزاتهم إلى لبنان ولاسيما من أوروبا وأستراليا وذلك بسبب الهزات التي تحدث في المنطقة “.
واعتبر ان “ما حصل يُشكّل ضربة لمكاتب السياحة والسفر في لبنان التي تأثرت كثيرا وانخفض عدد الحجوزات لديها ولاسيما مبيع التذاكر إلى تركيا التي كانت الوجهة السياحية الأولى للبنانيين”، مشيرا إلى ان “عددا كبيرا منهم ألغوا حجوزاتهم إلى تركيا بعد تاريخ 6 شباط وان من يذهب حاليا إلى هناك هم من التجار الذين يضطرون للسفر لتسيير أعمالهم”.
ولفت إلى الدور السلبي الذي تلعبه “السوشيل ميديا” وتأثيرها على الرأي العام من حيث إطلاق توقعات عن الزلازل حيث بات اللبنانيون يعيشون حالة من الرعب و”الفوبيا”، مؤكدا ان “الزلزال لا يمكن توقع حصوله”.
ماذا عن أسعار التذاكر؟
يُشير فواز إلى انه في مثل هذا الوقت من السنة كان من الصعب إيجاد تذكرة إلى تركيا وكانت تكلف ما بين 300 و350 دولارا، أما حاليا فالطائرات تذهب إلى تركيا بعدد قليل جدا من الركاب ويمكن شراء تذكرة بـ 249 دولاراً عبر الخطوط الجوية التركية.
وأضاف: “حاليا تذكرة ذهابا وإيابا إلى إسطنبول على طيران شارتر أصبحت على سبيل المثال بـ 160 دولارا”.
وجهة اللبنانيين المُفضلة
إذا تُعد تركيا الوجهة السياحية الأولى المفضلة لدى معظم اللبنانيين منذ 10 سنوات تقريبا، ومنذ ان سمحت لهم السلطات التركية عام 2010 بدخول أراضيها من دون تأشيرة ، يرتفع توافدهم إليها بشكل ملحوظ، علما ان قسما من اللبنانيين يسافر أكثر من 3 مرات سنويا إلى تركيا بسبب انخفاض الأسعار فيها نوعاً ما مقارنة بغيرها من الدول العربية والغربية وبسبب العروض الخاصة التي تنظمها مكاتب السفر، ففي كل مدينة يكتشف اللبناني وكأنه سافر إلى بلد جديد، لما يتضمنه هذا البلد من جمالية في الطبيعة”.
ويُفضل اللبنانيون عدة مدن تركية سياحية أهمها مدينة إسطنبول ومدن طرابزون وكبادوكيا وأنطاليا وبودروم، ولا بد الإشارة بأن الكثير من المطاعم والمقاهي اللبنانية تتواجد في تركيا كمشاريع قام بها لبنانيون مقيمون في البلاد.