لمً يسجل الملف الرئاسي أي تطور في ظل ترقب محلي للتطورات الإقليمية والدولية ومسار التفاوض الدائر بين القوى الإقليمية والدولية حول ملفات عدة بالتزامن مع الانفتاح العربي على سوريا وما يمكن أن تتركه هذه المتغيرات على الواقع الإقليمي من تداعيات على الساحة اللبنانية.وأشارت مصادر نيابية لـ«البناء» الى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لن يدعو الى جلسة للمجلس النيابي قبل أن يلمس تغيرات في مواقف الكتل النيابية وأن تؤدي الجلسة الى انتخاب رئيس للجمهورية»، لافتة الى أن «الحوار مستمر على الخط الرئاسي أكان عبر الرئيس بري أو البطريرك الماروني مار بشارة الراعي للتوصل الى طريقة للحوار والاتفاق على قواسم مشتركة، لكن حتى الآن الأبواب مقفلة ولا تقدم خطوة واحدة».
واوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان الملف ينتقل من تأزيم الى آخر، في ظل المواقف السياسية منه، وأكدت ان ما تظهره هذه المواقف يؤشر بوضوح الى انعدام اية فرصة في هذه الملف في الوقت الراهن.
ورأت ان انعدام حظوظ مرشح مدعوم من هذه الجهة او تلك لا يزال قائماً وفكرة طرح مسعى جديد مستبعدة، لا سيما وان لا معطيات مشجعة لاستئناف مبادرة جديدة، متخوفة من استمرار حالة الركود وان تطول مما يعكس المزيد من التدهور على كل الاصعدة.
وقالت ان مع اطالة امد الشغور فإن سلسلة ملفات قد تصطدم بالجدل الدائر في موضوع جلسات حكومة تصريف الاعمال، وعدم حسمها لبعض الاستحقاقات بسبب حصر اعمالها بالملفات الطارئة.
ولم يُسجل في الحركة السياسية امس سوى لقاء هو الثاني بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب مع راعي ابرشية انطلياس المارونية، المطران أنطوان بو نجم موفداً من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. وتناول اللقاء مسألة الاستحقاق الرئاسي والسبل الكفيلة بإنجازه في أقرب وقت ممكن.
كذلك التقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل السفيرة الأميركية دوروثي شيا وجرى بحث في آخر التطورات لاسيما الشغور الرئاسي.
وقال عضو المكتب السياسي للكتائب الوزير الاسبق الان حكيم الذي حضر اللقاء لـ «اللواء»: توصلنا مع السفيرة شيا من خلال النقاش الى رؤية موحدة حول ضرورة حصول حوار مفتوح بين القوى السياسية لا سيما الذي ترعاه بكركي عبر المطران انطوان بو نجم الذي سنلتقيه خلال ايام قليلة قريبة، للتوصل الى تفاهم على انتخاب رئيس للجمهورية، عبر التخلي عن اسماء المرشحين الذين لا يمكن تأمين 65 صوتاً لهم بمن فيهم ميشال معوض وسليمان فرنجية، حتى لا يضيع مزيد من الوقت بلاطائل، والتفكير بأسماء اخرى قادرة على حصد 65 صوتاُ وتحمل برنامجا توحيدياً اصلاحياً سيادياً واقتصادياً واضحاً، وعندها نختار من بين هذه الاسماء.
واوضح حكيم ان السفيرة الاميركية شجعت على قيام مثل هذا الحوار الجامع، توصلاً الى رؤية موحدة لإنتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة تعالج الازمات القائمة.
وحول ما يتردد عن جمع فرنجية 65 صوتاً حتى الان؟ قال حكيم: فليتفضلوا اذاً الى جلسة انتخابية وليفز فرنجية اوسواه.
وكتبت” الديار”: سيبقى الملف اللبناني في الثلاجة الى فترة طويلة حسب المطلعين، جراء استحالة التوافق على تسوية رئاسية دون تدخلات عربية ودوحة جديدة مستبعدة حاليا. وفي معلومات مؤكدة، ان الملف اللبناني لم يبحث مطلقا في اجتماعات مسقط الاخيرة ولا في اجتماع البرلمانات العربية ولم يفاتح وزراء خارجية الاردن والامارات ومصر والعراق والجزائر القيادة السورية بالملف الرئاسي اللبناني حتى عن طريق طلب التدخل لدى حزب الله، كما ان التواصل السعودي السوري تركز في مسقط على الملف اليمني والدور الذي يمكن ان يؤديه الرئيس السوري مع الحوثيين والايرانيين لتسريع الحوار مع السعوديين في الشان اليمني. ومن هنا، ينتظر اللبنانيون اشهرا صعبة جدا ومفتوحة على كل السيناريوات الجهنمية، فيما المعالجات لا تخرج عن «طق الحنك والمزايدات» و»البهورات» والتمترس وراء حقوق الطوائف وطرح شعارات فارغة تخفي ورائها «شهوات سلطوية» رئاسية مفضوحة مهما غلفت بمواقف اصلاحية وحقوق اللبنانيين.
وفي المعلومات، ان الفرنسيين طرحوا في الاجتماع الخماسي الاخير فرض عقوبات على السياسيين اللبنانيين، فرد القطريون بالمطالبة برفع العقوبات عن جبران باسيل، وانتهى الاجتماع دون نتأئج، وباتت الصورة محسومة بين العماد جوزف عون وسليمان فرنجية او الذهاب الى الخيار الثالث عبر ناجي البستاني او عميد المجلس الماروني الشيخ وديع الخازن او جهاد ازعور وبيار الضاهر او زياد بارود، لكن الانتخابات الرئاسية بعيدة جدا وخيار الفوضى الاجتماعية يتقدم مع فشل كل الحلول للازمات الاقتصادية وامكان وصول الدولار الى مستويات قياسية وتجاوز عصر امس عتبة الـ٩٣ الفا، فيما بدأت المحلات الكبرى تسعير البضائع بالدولار.