لا تؤشر المواقف السياسية التي تصدر عن غالبية الاطراف الى تبدّل ما في المراوحة القاتلة التي يشهدها الملف الرئاسي، والمرجّحة لان تستمر الى أمد غير منظور، وفق ما تقول مصادر سياسية مطلعة ومعنية مباشرة بهذا الملف. حتى أن الموقف الذي أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري اخيرا بتبني ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية والسجالات التي اعقبته، لم يحرّك كثيرا الركود السياسي الحاصل،ولو أنه أعطى مؤشرا اساسيا يتعلق باستبعاد قائد الجيش العماد جوزيف عون من ترشيحات “الثنائي الشيعي”وفريقه، في انتظار الموقف المرتقب غدا للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
وفي هذا السياق يقول مرجع سياسي بارز في لقاء خاص” لم يأت رئيس المجلس النيابي نبيه بري على ذكر ، ولو مرة ، ان علاقته سيئة بقائد الجيش العماد جوزاف عون وكذلك الأمر بالنسبة إلى حزب الله، فالحزب على تواصل مستمر ودوري مع القائد وبما تقتضيه المصلحة الوطنية والاستقرار والامن في البلد”.
ومع ذلك يبدو، كما يضيف المرجع” ان الثنائي حزب الله والرئيس بري لا يضع فيتو على ترشيح قائد الجيش لكنه في الوقت نفسه ملتزم بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وبالتالي لا مكان عند الثنائي للبحث في مرشح غير فرنجية، مع الاشارة إلى أن هناك ارتياحا عند “الثنائي” الى أن انتخاب قائد الجيش لرئاسة الجمهورية يحتاج الى تعديل دستوري، والأمور ليست متاحة على المستوى المحلي ومرد ذلك الرفض المطلق من القوى السياسية على رأسها ” كتلة لبنان القوي” لتعديل الدستور في ظل حكومة تصريف أعمال، لانتخاب العماد عون رئيسا ، وبالتالي فإن الخارج الداعم لوصول قائد الجيش لرئاسة الجمهورية لا يمكن أن يفرض رئيسا مرفوضا من المكونّات المحلية الأساسية”.
وعلى هذا الاساس ، يضيف المرجع، فإن الحزب سيبقى متمسكا بفرنجية أسوة ببري الذي لم يسمع من السفيرة الأميركية دوروثي شيا اي موقف ممانع لانتخاب فرنجية، ورغم ذلك لا رئاسة في المدى المنظور، فالتسوية لم تنضج بعد”.