لافتا كان الاشتباك السياسي الذي بدأ أخيرا بين القوات اللبنانية ورئيس المجلس النيابي نبيه بري على خلفية تصريح الاخير المتعلق بالاستحقاق الرئاسي وبترشيح بعض القوى السياسية لرئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، ما زاد التوتر السياسي في لبنان..
منذ عدة اسابيع لم تعد العلاقة بين بري والقوات اللبنانية كما كانت في السابق، بل باتت الخلافات بين الطرفين تظهر بشكل واضح في ظل عدم موافقة القوات اللبنانية على بعض توجهات بري وعدم مجاراته في الكثير من القرارات المرتبطة بالمجلس النيابي..التباعد بين معراب وعين التينة اخذ في اليومين الماضيين طابعا مختلفا في ظل اعلان بري عن دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وهذا امر كانت قد سعت القوات اللبنانية الى قطع الطريق بالكامل عليه عبر تراجعها عن تصريحات رئيسها سمير جعجع بتأمين النصاب.حسم بري التباعد النهائي مع القوات في المعركة الرئاسية وهذا ما بات يتظهر بشكل مستمر في الحياة السياسية اللبنانية، لكن هذا التباعد الذي قد تجد القوات نفسها تنزلق اليه بسرعة، سيصب في مصلحة خصمها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي سيكون اكبر المستفيدين، اذ ان باسيل سيصبح الخيار الوحيد امام قوى الثامن من اذار لتأمين النصاب الدستوري اولا والميثاقية المسيحية ثانيا، وهذا سيعني حتما تحسن ظرفه وواقعه السياسي وقدرته على المناورة وتحصيل المكاسب من حلفائه السابقين في مقابل تأمينه الغطاء المسيحي لهم.وفي حال استمر باسيل في موقفه المعارض لفرنجية، ستصبح القوات اللبنانية اكثر حاجة للتحالف معه لانها ستكون قد باتت من دون حلفاء فعليين، وفي اشتباك جدي مع غالبية القوى السياسية الاساسية في لبنان، لذلك فإن باسيل سيكون المتنفس الحقيقي لمعراب وستصبح المصلحة المشتركة بعقد تحالف مشترك.اذا، يبدو ان التوازنات السياسية الداخلية معرضة مجددا للتبدل في المرحلة المقبلة، خصوصا في ظل تطور الانقسام السياسي ليصبح انقساما اسلاميا مسيحيا، من هنا قد تكون القوات اللبنانية احد اهم الاطراف المؤثرة في المسار الرئاسي المفروض في لبنان.
