منازلة مفتوحة بالنصاب وإعلان الترشيحات لا يعني اقتراب الحسم

6 مارس 2023
منازلة مفتوحة بالنصاب وإعلان الترشيحات لا يعني اقتراب الحسم


شكلت مواقف عطلة نهاية الأسبوع مؤشرا الى تصلب نبرة القوى المعارضة حيال فتح فريق 8 اذار معركة ترشيح سليمان فرنجية الامر الذي بات ثابتا حياله ان معظم القوى المعارضة تبنت قرار تعطيل النصاب القانوني للجلسات التي قد يلوح معها امكان حصول اختراق لمصلحة فرنجية.

ولفتت أوساط سياسية مطلعة الى واقع المنازلة الذي بات يتمحور حوله الصراع الرئاسي انطلاقا من تبادل سلاح اسقاط النصاب يعكس في خلفيته غير الظاهرة انعدام تأثير أي ضغط خارجي حتى الان للتعجيل في انهاء الازمة كما يسقط كل المقولات الدعائية التي حاول احد الافرقاء توظيفها للزعم بان ثمة مواقف وظروفا خارجية ملائمة لاندفاعته في محاولة فرض مرشحه .وكتبت” النهار”: خلافاً للانطباعات التي سادت لدى بعض الجهات السياسية الداخلية حيال بدء مرحلة “مفصلية” متغيرة في مسار ازمة الاستحقاق الرئاسي، عقب التطور الأخير في موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري لجهة تبنيه علنا دعم ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، بدا من المعطيات السائدة في الساعات الأخيرة ان الأيام المقبلة لا تبدو مرشحة لتطورات من النوع “الخارق” لرتابة الازمة الا في حال صدور موقف يتصف بصفة استثنائية عن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في كلمته المرتقبة اليوم. ولكن ذلك لا يحجب واقع تضخم ازمة الانقسام، بل ازمة انعدام الثقة التي باتت تطبع خريطة توزع القوى والمواقع والمواقف داخل مجلس النواب بما ينذر بمزيد من التعقيدات والعقبات التي يستبعد معها الاقتراب من حل او تسوية او مخرج للانسداد السياسي الذي يقيد انتخاب رئيس للجمهورية. وتلفت جهات معنية بالمشهد النيابي والسياسي الى ان حال الخصومة الناشئة بين رئيس المجلس وقوى المعارضة، ولا سيما منها الكتل النيابية الكبيرة ذات الأكثرية المسيحية، رسمت مزيدا من الظلال الثقيلة على أي إمكانات للانتقال بالازمة من مرحلة الانسداد التام الى بدء البحث عن مسالك تدفع بالازمة الى الحل. ولعل ما زاد الازمة تعقيدا ان المواقف التي اعلنها بري وما اثارتها من ردود وتداعيات، كشفت التداخل القوي والواضح في ربط هذه العاصفة بتصفية الحسابات المباشرة بين رئيس المجلس وقوى المعارضة والكتل المسيحية الكبيرة على خلفية تقييد هذه الكتل لجلسات التشريع والحؤول دون انعقادها وتاليا محاصرة دور رئيس المجلس شخصيا وسياسيا ودستوريا. وإذ جاء رد بري حادا في رفع السقف حيال المسألة الرئاسية، فان ذلك لا يعني وفق الجهات نفسها البناء على وجود معطيات لتبدل جذري في قواعد السباق الرئاسي كما ذهب اعتقاد الكثيرين، بل ان الأيام التي أعقبت اطلاق بري لموقفه المتبني لدعم ترشيح فرنجية، لم تكشف وجود تطور استثنائي يتجاوز اهداف بري في تسديد سهامه نحو “خصومه”الجدد من جهات نيابية وسياسية. ولذا، وما لم يعلن السيد نصرالله اليوم تبنيه العلني الواضح بلا أي التباس لموقف بري وتاليا لتبني ترشيح فرنجية، فان “قواعد الاشتباك” الرئاسي ستعود الى اطارها التقليدي الجامد حتى اشعار اخر مع إضافة تعقيد لا يستهان به لجهة تصلب الجبهة الناشئة بين المعارضة ورئيس المجلس.وكتبت” الاخبار”: جديد المعركة، إشهار ثنائي أمل وحزب الله ترشيح سليمان فرنجية على لسان الرئيس نبيه بري. قد يفعل حزب الله الأمر نفسه، وربما يبقى على صمته إفساحاً في المجال أمام مزيد من المفاوضات مع القوى الداخلية والخارجية. إلا أن هذا هو الإعلان الأول الحقيقي، إذ إن ترشيح الفريق الآخر للنائب ميشال معوض لم يؤتِ ثماره، ولا يزال الخلاف مستحكماً بين خصوم الثنائي في شأن اختيار اسم جديد في مواجهة فرنجية. المرشح الجدي في مواجهة الزعيم الزغرتاوي هو قائد الجيش العماد جوزيف عون، المرشّح من الخارج والمدعوم (صمتاً) من القوى المحلية الحليفة لأطراف لقاء باريس. فيما يبقى التيار الوطني الحر وحده، باحثاً عن ثغرة للنفاذ منها، ورهانه أن الاصطدام بين الفريقين سيؤدي حكماً الى تطيير كلّ من فرنجية وعون، ويفتح الباب امام البحث عن مرشح ثالث. وفي هذه الحالة، سيدخل التيار الى الحلبة وسيكون لموقفه أثر حاسم في وجهة التصويت.في غضون ذلك، تواصل بكركي مساعيها لتكوين تصور عام قد يسمح للبطريرك بشارة الراعي بالتدخل أكثر، علماً أن المرحلة السابقة، ونتائج الجولات التي يقوم بها مبعوثه المطران طوني أبي نجم على الأطراف المسيحية، أعادت بكركي إلى الإحباط الذي شهدته عام 1988. وربما يراجع الراعي اليوم أوراق البطريرك الراحل نصر الله صفير التي نشرها الزميل جورج عرب، والتي تعكس مرارة بكركي من صراعات الموارنة الداخلية، قبل أن يضيف إليها مرارته من الدور الخارجي الذي يهمل مصالح لبنان، وصولاً الى نكسة الترشيحات التي أفضت الى إهمال كل الأسماء التي أودعها صفير لدى الأميركيين. تلك الحقبة تجعله متنبّهاً إلى أن لا يلدغ من الجحر ذاته مرتين أو أكثر!وكتبت” نداء الوطن”: لا يألو “الثنائي الشيعي” جهداً لتحقيق ما يصبو إليه من إيصال مرشح أمين ومؤتمن على تدعيم جبهة الممانعة داخلياً وإقليمياً، وقد بدا ذلك واضحاً في إبداء رئيس مجلس النواب نبيه بري تمسكه و”حزب الله” بترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية والتصميم على انتخابه مهما طال زمن الشغور. وفي هذا السياق، يعمل “الثنائي” على إنضاج خطة رئاسية ترمي إلى “حرق” حظوظ قائد الجيش العماد جوزيف عون الداخلية والخارجية بحجة تعذر التعديل الدستوري لانتخابه، بالتوازي مع سعي “حزب الله” إلى إبرام صفقة مع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل تقوم بشكل أساس على “رشوته” بسلة تعهدات والتزامات تتصل بالحقائب الوزارية والتعيينات المسيحية في العهد المقبل ليتولى في المقابل تأمين الغطاء المسيحي الميثاقي لانعقاد جلسة انتخاب فرنجية بأكثرية النصف +1 .إذ كشف مصدر واسع الاطلاع لـ”نداء الوطن” أنّ ما سبق وأعلنه نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم عن تأجيل البتّ بالخلاف بين “الحزب” و”التيار الوطني” إلى ما بعد إنجاز الاستحقاق الرئاسي، إنما جاء نتيجة “اتفاق ضمني بين الجانبين حول استمرار حاجة الطرفين لبعضهما البعض في المعركة الرئاسية، خصوصاً وأنهما يتقاطعان عند هدف قطع الطريق أمام وصول قائد الجيش إلى قصر بعبدا، وفي الوقت عينه لا يزال “حزب الله” يراهن على”تليين موقف باسيل حيال انتخاب فرنجية بناءً على لائحة إغراءات رئاسية وسياسية وحكومية يلتزم بها مرشح “الثنائي” بضمانة “الحزب”… وهذا ما بدا جلياً بين سطور مواقف بري الأخيرة لناحية تأكيد استمرار الرهان على تغيير باسيل رأيه تجاه انتخاب فرنجية”.وكتبت” اللواء”:ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان ما سجل مؤخراً من مواقف في الملف الرئاسي يؤكد ان «اللعب اصبح على المكشوف» وقالت انه في الوقت الراهن المجال اكثر من مقفل، وهناك حاجة الى تبريد الاجواء قبل الدخول في اية محاولة جديدة.ورأت هذه المصادر ان ما من طروحات جديدة في هذا الملف، ولن تتظهر قريباً لان الافرقاء قالوا ما لديهم ولا تبدل في المواقف السياسية، وتخوفت المصادر من ان يطول الشغور، بالتزامن مع انهيارات متتالية.وكشفت ان اتصالات تجري، لكنها لا تصب في الاسراع بحسم الملف الرئاسي.وبإنتظار الكلمة التي يلقيها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم الاثنين لمناسبة «يوم الجريح»، حرّك الرئيس بري المياه الراكدة بل المتجمدة للإستحقاق الرئاسي، بفتح باب الترشيحات والمنافسة لرئاسة الجمهورية رسمياً، عبر اعلانه الاسبوع الماضي ان مرشح ثنائي امل وحزب الله وحلفائهما هو رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، بعد اربعة اشهر من الغموض المقصود حول عدم اعلان مرشح هذا الفريق، مقابل رفع التحدي بوجه الفرقاء الآخرين العاجزين حتى الان عن التوافق على مرشح لإختيار مرشحهم، نتيجة الانقسامات والخلافات بين مجموعات المعارضات حول اي مرشح يطرحون.عملياً فتح بري باب المنافسة بين مرشحين جديين عبر طلبه توافق المعارضات على اسم او اكثر وطرحه في جلسة انتخاية «وليفز من يفز» حسب قوله. وفي الوقائع العملية ايضاً، تفيد بعض المعلومات ان برّي استفاد مما سمعه من السفيرتين الاميركية دوروثي شيا والفرنسية آن غريو، وماتسرّب عن الموقف السعودي، بأن الاطراف الثلاثة لامرشحَ محدداً لديهم وان ما يهمهم هو برنامج المرشح وان المطلوب ان تكون العملية الانتخابية لبنانية صرفة. لذلك ابدى بري استعداده لفتح جلسة انتخابية يتردد انها قد تكون قبل بداية شهر رمضان المبارك، برغم المعلومات المتناقلة عن صعوبة حصد اصوات كافية لفرنجية (65 صوتاً ومافوق) في حال استمر التيار الوطني الحر رافضاً ترشيح فرنجية، لكنه مع ذلك مضى في التحدي للمنازلة الرئاسية، ربما متكلاً على اصوات نيابية منفردة لفرنجية بينها اصوات بعض نواب التيار الحر، خاصة ان التيار لم يطرح بعد اي مرشح برغم «تسميع» رئيسه النائب جبران باسيل انه بات يفكر بالترشح للرئاسة، ما قد يقلب المعادلات مجدداً ويوسع باب المنافسة ولكنه يُشتت اكثر الاصوات النيابية بحيث يتعذر على باسيل الحصول على نسبة عالية اومعقولة من الاصوات!وكتبت” البناء”: درو في الأوساط السياسية السؤال المحوري حول سبب الانقلاب المفاجئ في الجبهة الداعمة لترشيح ميشال معوض، من الثقة واليقين بوجود دعم دولي وإقليمي لخيارهم تحويل الرئاسة إلى خط اشتباك مع المقاومة، وصولاً الى اعتبار الهدف هو تجميع 65 نائباً يرونه ممكناً، ويخوضون معركتهم السياسية تحت عنوان مطالبة خصومهم بعدم تعطيل النصاب، إلى النقيض تماماً، فيتحدّثون عن مخاطر جدّية لنجاح خصومهم بتجميع الـ 65 نائباً لخيارهم الرئاسي، ويبدون الخشية من تخلّي حلفائهم الدوليين والإقليميين عن خيار المواجهة مع المقاومة، وانفتاحهم على التسويات معها حول مرشح تقبل به، وصولاً الى تهديدهم باستخدام سلاح التعطيل لمنع حدوث ذلك، وسط تشكيك بتماسك عدد كافٍ من النواب وراء خطابهم بما يكفي لترجمة التهديد بالتعطيل. وتقول المصادر النيابية المتابعة للملف إن تغييراً في المناخ الدولي الإقليمي في غير صالح خيار المواجهة مع المقاومة، وصلت أصداؤه وتداعياته إلى جبهة دعم ترشيح معوّض ترتب عليها هذا الارتباك، وأن المزيد من الوضوح سيلحق في ضوء التطورات المرتقبة.المصادر النيابية اعتبرت أن توقيت دعوة بكركي لاجتماع النواب المسيحيين وباريس لاجتماع ثانٍ لممثلي الدول الخمس المعنية بالوضع في لبنان، يتم على ايقاع هذه الأجواء الجديدة، ونتائجها سوف توضح الاتجاه أكثر، بانتظار ان تضع كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله النقاط على الحروف اليوم.