هل يُقدم بري على هذا الأمر لضمان فوز فرنجية؟

6 مارس 2023
هل يُقدم بري على هذا الأمر لضمان فوز فرنجية؟


إذًا لا رئيس في المدى المنظور في انتظار قرار خارجي ما تمامًا كما كان يحصل في أي انتخابات رئاسية سابقة، حيث لم يكن للبنانيين قرار أو خيار في هذا الاستحقاق، وبالأخصّ في خلال حقبة “الوصاية السورية”، التي يبدو أن بعض مفاعيلها قد عادت لتظهر من جديد. 
فسليمان فرنجية لم يخفِ ولا مرّة انتماءه إلى خط “الممانعة”، وهو انتماء واضح وصريح وعلني. قالها ألف مرّة إن له حيثية وطنية لن يتراجع عنها، وهي وليدة قناعة راسخة لديه. أسسها العلاقة المتينة والوطيدة مع سوريا – الأسد، ودعمه المطلق للمقاومة، من دون أن يعني ذلك أن الرجل مسّلم أمره بالكامل لما يربطه من علاقات مع سوريا والمقاومة، إذ لا يمكنه أن ينسى أنه ينتمي إلى بيئة تفتخر بقداسة البطريرك اسطفان الدويهي، وتتغنّى ببطولات يوسف بك كرم. وهذا يعني أن له قراره الخاص في كل أمر له علاقة بسيادة لبنان واستقلاله وحريته. ولأن لديه هذه الصفات فإن الأقربين والأبعدين يكّنون له كل احترام وتقدير، حتى ولو اختلف البعض معه في المقاربات السياسية التفصيلية. 
وقبل أن يرفع البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي “العشرة”، ويعلن أنه “جاهد الجهاد الحسن”، وبعد أن يقطع الأمل نهائيًا من إمكانية خلط ماء المسيحيين وزيتهم في وعاء واحد، فإن أي مبادرة رئاسية أخرى ستبقى موضوعة على رفّ الانتظار، إلى أن يحين وقت الجدّ، وإلى أن يصل الوضع الاقتصادي المتدهور أساسًا إلى حال من الفوضى، التي تستباح فيها كل المحظورات. 
ولأن لا ارادة جامعة لدى اللبنانيين تسمح لهم بأن ينظّموا ثورة فعلية لا صورية فإن من بين أساسات بعض المراهنات الخارجية والداخلية هي إيصال اللبنانيين إلى أقصى درجات اليأس والاستسلام، بحيث يصبح قبولهم بأي شيء يُعرض عليهم، وإن كان من خارج سلّم قناعاتهم، من باب التسليم بالأمر الواقع، الذي لا مفرّ منه. مع ما يعنيه هذا الأمر من بقاء لبنان في دوامة صراعاته الداخلية على وقع التوقيت الخارجي. وهذا ما يشجّع كثيرين على الذهاب إلى خيارات أخرى غير وحدوية.