تحركات ديبلوماسية مكثفة والبخاري يستهل جولته من بكركي

7 مارس 2023
تحركات ديبلوماسية مكثفة والبخاري يستهل جولته من بكركي


تفيد معطيات سياسية أن الدبلوماسييين المعتمدين في لبنان يتخوّفون من الفوضى والانفجار الاجتماعي ولذلك يكثفون اتصالاتهم مع القوى السياسية، في موازاة اتصالات تجريها باريس تحضيراً لاجتماع ثانٍ يبحث في النتائج التي سيعود بها السفراء من لبنان، لكن لم يحدد مكان وزمان الاجتماع ولا مستوى المشاركة.

وأفيد أن السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري سيطلق حراكاً سياسياً في إطار جولة تبدأ اليوم من بكركي في لقاء مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وتشمل رئيس المجلس النيابي نبيه بري، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل وغيرهم.
وكان السفير السعودي غرّد بعد انتهاء السيد حسن نصرالله خطابه كاتباً: “ظاهرة التقاء الساكنين في الاستحقاقات البنيوية تقتضي التأمل لتكرارها نطقاً وإعراباً، وخلاصة القول هنا: إذا التقى ساكنان فيتم التخلص من أولهما؛ إما حذفاً إذا كان معتلاً، أو بتحريك أحدهما إن كان الساكن صحيحاً”.
وكتبت” الديار”: وفقا لمصادر سياسية بارزة، فان موقف البخاري كان ردا مباشرا على تبني السيد نصرالله لفرنجية، وهو اراد ارسال «رسالة» سياسية كانت تصل الى بيروت عبر صيغة المصادر، برفض وصول رئيس «تيار المردة» الى بعبدا، وهو اراد التأكيد ان تسويق باريس لمعادلة فرنجية مقابل نواف سلام «ساقطة» ولن تمر. وعلم في هذا السياق، ان البخاري سيرد على خطوة «الثنائي» بزيارة بكركي خلال الساعات القليلة المقبلة، لتقديم اجابات اكثر وضوحا حول موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي.
واشارت ” الاخبار” إلى استمرار الفيتو السعودي الذي عبّر عنه السفير السعودي في بيروت وليد البخاري بعد كلام نصرالله بتغريدة فُسّرت كأول ردّ سلبي على دعم فرنجية. غير أن مصادر مطلعة أكّدت أن الجو السعودي في ما يتعلق بفرنجية «ليس بالسلبية التي يصورها الإعلام»، مستغربة «رد الفعل السريع للسفير السعودي قبل أن ينهي نصرالله خطابه وقبل أن يقيّم مسؤولوه فحوى الخطاب»، مشيرة إلى أنه «لم يعد خافياً أن البخاري لا يعبّر بالضرورة عن رأي الخارجية السعودية».
تحرك بكركي
اما على الخط الداخلي ، فيستمر تحرك البطريركية المارونية في اتجاه القيادات المارونية من دون نتائج ملموسة حتى الساعة.
وبحسب” الديار” فان حراك بكركي، لا يعول عليه حتى الآن، بسبب «فيتو» معراب. فجولة راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطوان أبو نجم، مكلفا من البطريرك الماروني بشارة الراعي على القيادات المسيحية، سعياً للتوصل لاتفاق بينهم على اسم أو اسمين يتم بهما خوض انتخابات الرئاسة، لم تصل الى اي نتيجة ايجابية حتى الآن، واذا كان «التيار الوطني الحر» يؤيد اي اجتماع مسيحي مهما كان شكله، فان «القوات اللبنانية» ترفض أي لقاء رباعي مسيحي كي لا تعوم باسيل، وتربط أي لقاء نيابي للنواب المسيحيين الـ 64 بآلية تؤدي لخروج اللقاء بنتيجة علنية بتبني مرشح واحد، أما إذا أصرت الكنيسة على الدعوة لاجتماع، فتكتل «الجمهورية القوية» لن يشارك.
وبعد ان زار ابو نجم جعجع وباسيل الأسبوع الماضي، التقى امس رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل، على ان يلتقي خلال الساعات المقبلة رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. ورفع الجميل سقف مواقفه بعد اللقاء وقال:»اننا لن نخضع لمعادلة اما ان تنتخبوا الرئيس الذي نريد او لا رئيس، فهذا الأمر رفضناه في المرة السابقة، فيما خضع غيرنا له فنجحوا في ايصال مرشحهم ودمروا البلد»..
واما حالة الاستعصاء، لا خطة واضحة لدى بكركي حيال الخطوة التالية، وهي حتى الآن مترددة بالدعوة لاجتماع في الصرح البطريركي خوفا من الفشل لان اي «دعسة» ناقصة سيكون لها تداعيات خطيرة على الواقع المسيحي والوطني.