نصرالله يتبنّى رسمياً ترشيح فرنجية ويلاقي بري: رشِّحوا وتعالوا نتحاور

7 مارس 2023
نصرالله يتبنّى رسمياً ترشيح فرنجية ويلاقي بري: رشِّحوا وتعالوا نتحاور


 
تطور بارز في سياق تدرج الثنائي الشيعي “امل” و”حزب الله” بقيادته لمحور 8 اذار في ترشيح فرنجية واطلاق حملة سباقه الى الرئاسة الاولى أولا على لسان الرئيس بري، ومن ثم بعد أيام قليلة ملاقاة السيد نصرالله لبري في اعلان دعم الحزب لهذا الترشيح وهذا المرشح كما لو انه ليس مرشح الحزب بل المدعوم منه. ومع ان الملاقاة بين قطبي الثنائية الشيعية اثبت ان توزيع الأدوار كان سابقا لما اقدما عليه، وان مبادرة بري الأسبوع الماضي لافتتاح معركة تبني ترشيح فرنجية علنا ورسميا، كانت منسقة حتما مع السيد نصرالله، فان اللافت ان الأخير لم يتطرق الى ما اثاره بري ولا الى ردود الفعل عليه، ولو انه تعمد الإقرار بحق القوى الخصمة في تعطيل النصاب القانوني للجلسات لئلا يسقط طبعا المسوغ الذي استعمله فريقه في تعطيل الانتخابات الرئاسية حتى الساعة.ولكن التساؤلات التي اثارها اعلان نصرالله دعم ترشيح فرنجية تسارعت بقوة ولعل ابرزها، هل يعني ذلك فتح باب التفاوض ضمنا وتسريعه لانه من غير الممكن الا يكون نصرالله كما بري مدركين “التعجيز” في تحصيل 65 صوتا لفرنجية مهما تبدلت بعض الظروف راهنا؟ وهو سؤال يفرضه أيضا الانفصال الذي أكده نصرالله بين الحزب “التيار الوطني الحر” في الملف الرئاسي ولو في معرض اظهار حرصه على عدم انهاء تفاهم مار مخايل. اذ ان نبرة نصرالله تجاه حليفه (السابق) اتسمت امس بما يتجاوز العتب والتلميح الى امكان خروجه عن الصمت حيال الاتهامات التي يوجهها “التيار” ورئيسه جبران باسيل الى الحزب. وتاليا كيف يمكن “الطحشة” العلنية بترشيح فرنجية وهو يفتقر الى الأكثرية أولا وتناهضه الكتل المسيحية الكبيرة جمعاء تاليا ؟وكتبت” الاخبار”: بعد الرئيس نبيه بري، أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أمس، «دعم» ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، داعياً إلى الحوار لانتخاب رئيس خلال وقت قريب.
 
موقف نصرالله الذي كان متوقعاً من ناحية المضمون لا التوقيت، جاء بعد اجتماعات لقيادة حزب الله ناقشت فيها خلاصات اللقاءات مع كل الأطراف المحلية ومع الجهات الخارجية. واستند القرار إلى أن فرنجية يوافق المواصفات التي يتبناها الحزب، وأن الوقت صار دافعاً للتعجيل بانتخاب رئيس، إضافة إلى معطى آخر، يتعلق باعتقاد بأن توفير الأصوات الكافية لانتخاب فرنجية لم يعد أمراً صعباً.
 
إعلان نصرالله يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاتصالات الداخلية والخارجية المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي. وإذا كان الجميع ينظر إلى رد الفعل المرتقب من التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل، فإن نصرالله حرص على إبداء الحرص على استمرار التفاهم بين الحزب والتيار، قائلاً إن العنوان الرئاسي أمر أساسي، لكنه ليس بنداً في ورقة التفاهم، وإن الاختلاف سبق أن حصل على مواقع أساسية في الدولة، ولم يحصل أن فض التفاهم بين الجانبين، فاتحاً الباب أمام نقاش لمجمل الملف الرئاسي انطلاقاً من دعم ترشيح فرنجية، ومثبتاً القاعدة التي كان الحزب قد عرضها على باسيل أخيراً، والتي تدعو إلى حوار ثنائي على سلة أسماء يكون بينها فرنجية وآخرون يطرحهم التيار.
 
وكتبت” نداء الوطن”: على قاعدة “مِنَ الحبّ ما قتل” جاءت مجاهرة الثنائي الشيعي بترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وعلى قاعدة “قَتَلتَني مرّتين” ربما تكون نتيجة هذا الترشيح بعدما قضى “حزب الله” أول مرّة على حظوظ ترشيح فرنجية في الانتخابات الرئاسية الماضية لصالح ميشال عون، واليوم قضى في المرة الثانية على آماله بأن يحظى بأي تأييد خارجي لترشيحه، لا سيما من المملكة العربية السعودية، بعدما وضعه في خانة واحدة مع “الحوثي” بمجرد تسميته مرشحاً مدعوماً من محور الممانعة للرئاسة اللبنانية.فبمعزل عن الاستهلالية التمهيدية قبل أن يلفظ دعم ترشيح فرنجية بالاسم للرئاسة، لن تخفّف لعبة تدوير التعابير والتنظير في الفارق بين مَن يُرشحه “حزب الله” ومَن يدعم ترشيحه، من وطأة قرار نصرالله إعلان مرشحه الرئاسي على الملأ للمرة الأولى منذ اندلاع المعركة الرئاسية، خصوصاً وأنّ هذا الترشيح، شاء فرنجية أم أبى، أتى من “عين التينة” و”حارة حريك” قبل أن يصدر من “بنشعي”، ما يجعله في الحسابات الداخلية والخارجية رأس حربة “الثنائي” في مواجهة مرشح المعارضة ميشال معوض على المستوى الداخلي، وفي وجه مجموعة الدول الـ5 الساعية إلى بلورة صيغ إنقاذية للأزمة اللبنانية على المستوى الخارجي.
 
وانطلاقاً من تشديد الأمين العام لـ”حزب الله” على كون دعم ترشيح فرنجية ينبثق من قراره “نختار من نريد ونرشّح من نريد ولا نقبل بفيتوات خارجية”، رأت مصادر واسعة الاطلاع في هذا القرار تصميماً من “الثنائي الشيعي” على خوض المعركة الرئاسية بروحية “التحدي لمحاولة فرض فرنجية فرضاً على الخارج بقوة الأمر الواقع وموازين القوى في البلد تحت طائل التهديد بالاستمرار بأجندة التعطيل والاستنزاف حتى يرضخ الحريصون على لبنان في المجتمع الدولي لهذا الخيار”، سيّما وأنّ نصرالله ختم خطابه أمس برسالة بالغة الدلالة توجّه بها إلى من يعنيهم الأمر في الداخل والخارج، مفادها: “تعايشوا مع الفراغ” في حال عدم التجاوب مع طروحات “الثنائي” الرئاسية.وكتبت” الديار”: اخرج الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تبني الحزب للمرشح الطبيعي سليمان فرنجية من دائرة «الغموض البناء» الى التبني العلني والصريح، في خطوة من شأنها ان تنقل الاستحقاق الى مرحلة جديدة، يراهن فيها «الثنائي الشيعي» على كسر حالة المراوحة والجمود، عبر مد اليد لحوار ونقاش مفتوح حول الخيارات الرئاسية لكل القوى السياسية. وباتت «الكرة» الآن في «ملعب» الخصوم والحلفاء السابقين في التيار الوطني الحر كي يقوموا بنقلتهم على رقعة «الشطرنج»، ليبنى على الشيء مقتضاه. لكن ردود الفعل الاولية لا تبدو مشجعة، بعدما قرأ هؤلاء ما يرونه استعجالا في التبني العلني لفرنجية مؤشر ضعف «وحرق» للاسم لاخراجه من السباق، وهو ما تراه مصادر «الثنائي» قصورا في فهم دوافع هذه الخطوة، ومراهقة سياسية، واصرارا على التعطيل الى حين تتغير معادلات خارجية، جزم السيد نصرالله ان لا طائل من انتظارها.
 
ما يعني ان البلاد امام مرحلة طويلة من حالة الجمود والاستعصاء غير الواضحة المعالم، خصوصا مع الدخول «الفج» للسفير السعودي الوليد البخاري على خط الاستحقاق «بتغريدة»، رد من خلالها على نحو غير مباشر على السيد نصرالله، برفض المملكة لاي تسوية توصل فرنجية الى بعبدا!وجاء في افتتاحية” اللواء”: لعل ذهاب نصر الله ابعد مما هو متوقع في الملف الرئاسي، جعل كثيرين يعتقدون ان الأوان آن لانهاء الفراغ الرئاسي، فحزب الله «يريد انتخاب رئيس بشكل قاطع واكيد، وليس لديه مرشح، وإنما يدعم مرشحاً طبيعياً ويلتزم بنصاب الثلثين في اي جلسة لانتخابه».وكشف نصر الله انه اتفقنا بعد النقاش مع النائب باسيل، بأن للبحث صلة، والمرشح الطبيعي الذي يدعمه حزب الله في الانتخابات الرئاسية، ونعتبر ان المواصفات التي نأخذها بعين الاعتبار موجودة في شخصه، وهو سليمان فرنجية.
 
وفي المعلومات ان مسألة تأمين النصاب حُسمت، ولكن التصويت من قبل كتلة لبنان القوي غير واضحة ولا التزام بها.ولفتت أوساط مطلعة لـالبناء” الى أن “توقيت إعلان السيد تأييد دعم فرنجية هو توقيت قاتل للفريق الداعم لمعوض، ففي حين استنفد هذا الفريق كل الوسائل والوقت والجهد والدعم الخارجي لتأمين أكثرية لمعوض وفشل بعد 11 جلسة للمجلس النيابي، يكشف نصرالله علناً عن المرشح الذي يدعمه ما يجعل فرنجية متقدماً ويحظى بفرص أكبر للفوز في ظل متغيرات وتطورات محلية وإقليمية ودولية تصبّ في مصلحة محور المقاومة وفريقها الداخلي”، و”يعكس استنفار وارتباك الفريق الداعم لمعوض وتهديدهم بتعطيل النصاب بوجه مرشح 8 آذار، حقيقة التغير في المشهد الخارجي».