حتى امد غير معروف، سيبقى الاستحقاق الرئاسي يدور في حلقة “الفراغ القاتل” مع تمترس جميع الاطراف المعنية عند مواقفها ورهاناتها وخلافاتها التي تبقي الشغور قائما في منصب رئيس الجمهورية.
في ظل هذا الواقع، يسعى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بقدر الصلاحيات الدستورية المتاحة لحكومته التي تتولى تصريف الاعمال، الى الحد من تداعيات الازمات التي تصيب البلد ومعالجة تداعياتها الخطيرة على المواطن والخزينة العامة.
وتشهد السرايا خلال هذا الاسبوع حركة ديبلوماسية اجنبية مكثفة، حيث سيستقبل رئيس الحكومة قبل ظهر اليوم وفدا من المفوضية الاوروبية، ثم يجتمع بعد الظهر مع سفراء الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا واليابان والمانيا وكندا وهولندا والمدير الاقليمي للبنك الدولي جان كريستوف كارييه.
وكان سفير الاتحاد الاوروبي رالف طراف عقد اجتماعا مع رئيس الحكومة تناول، كما اعلن، “مجالات العمل المشتركة التي تتعلق بالملفات الأمنية، واللاجئين السوريين والفرص الاقتصادية اضافة الى المواضيع المرتقبة مثل انتخاب رئيس، وبرنامج الإصلاحات مع صندوق النقد الدولي التي يحتاجها البلد”.
وكان لافتا قول طراف بعد الاجتماع ” أنا ممتن لأننا وجدنا في شخص رئيس الحكومة محاورا يفهم قلقنا وملتزما بايجاد الحلول لكل هذه المسائل”.
وقال طراف: “بالنسبة إلى الشأن الاقتصادي، هناك تفهم مشترك بأننا هنا من أجل الدعم، ولكن مجمل التدابير والاجراءات يجب اتخاذها من قبل صانعي القرار اللبنانيين، نحن نفهم بأن هذه المواضيع معقدة وغير سهلة، فمجمل هذه التدابير، ومع انها ستحسن حياة الناس بشكل أفضل، ولكن هناك اشخاصا يتعين عليهم التخلي عن بعض الطموحات والتطلعات، ومن المهم تحقيق التوازن في هذا الموضوع الشائك، ولهذا يحتاج إلى وقت ، ولكن لا تزال الحاجة الماسة لتسجيل تقدم في هذا المضمار”.
وختم بالقول “اعرف بأن رئيس الحكومة مستمر بالعمل على هذا الامر كما نحن نعمل أيضا من جانبنا، ولا زلت أؤمن بأن الطريقة الفضلى هي برنامج الإصلاحات مع صندوق النقد والقيام بكل ما يلزم للوصول الى اتفاق معه”.