الوضع الامني داخل مخيم عين الحلوة في صيدا لا يبشر بالخير، فلا تزال تداعيات مقتل الفتحاوي محمود زبيدات منذ نحو اسبوع، تتفاعل مع عدم تسليم قاتله خالد جمال علاء الدين الملقب بالخميني والمحسوب على “عصبة الانصار”.
كل الامور تشير ميدانياً بحسب “الوكالة الوطنية للاعلام”، الى امكانية تجدد الاشتباكات في اي وقت، حيث يشهد الشارع الرئيسي عند الشارع الفوقاني وضع دشم وشوادر ولا سيما قبل جامع الصفصاف وبعده ولجهة حي الطيري، في ما لا يزال المخيم منذ الاشتباكات الاخيرة والتي ادت الى مقتل زبيدات ووقوع اكثر من عشرة جرحى، مشلولا ولا تزال مؤسسات ومدارس الاونروا مقفلة تحسبا.
وكانت هيئة العمل الفلسطيني المشترك والتي تتمثل فيها كل القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية، وعلى مدى الايام الماضية، ابقت اجتماعاتها مفتوحة.
كما وعقدت اجتماعا في ثكنة محمد زغيب العسكرية، بالتنسيق مع مخابرات الجيش، وتم بالاجماع الموافقة على تسليم القاتل الخميني الى القوة الفلسطينية المشتركة التي تقوم بدورها بتسليمه الى السلطات اللبنانية، ولكن بعد الاجتماع تبين ان لا نية لتسليم الخميني وان قيادة “عصبة الانصار” تقول انه بحماية عائلته التي ترفض بدورها تسليمه، مما اعاد الامور الى المربع الاول والتخوف من تجدد الاشتباكات خصوصا ان عائلة المغدور زبيدات ومن ورائها قيادة حركة “فتح”، تصر على تسليم القاتل ومحاسبته. وفي هذا السياق، وصف قائد القوة الامنية الفلسطينية المشتركة في مخيم عين الحلوة العقيد عبد الهادي الاسدي الوضع داخل المخيم بـ”السوداوي ولا يبشر بالخير”.
ولفت في حديث خاص الى “الوكالة الوطنية للاعلام”، الى انه كان هناك “اجماع فلسطيني موحد على تسليم القاتل ولكن فوجئنا بتلكؤ البعض والتهرب من مسؤولياتهم”، مؤكدا ان “المطلوب من الجميع تحمل مسؤولياته تجاه اهلنا في المخيم والعودة الى رشدهم وعقلهم وتغليب الحكمة منعا لإعادة المخيم الى الوراء والى زمن المربعات الامنية والاغتيالات وبالتالي تدميره.
ولفت الاسدي الى انهم كقوى فلسطينية ابدوا استعدادهم “لتحمل المسؤولية واخذ القرار بالاجماع بتسليم القاتل من اجل الحفاظ على المخيم”.
واكد ان “الوضع الميداني داخل المخيم متوتر وهناك دشم وشوادر”، مشددا على “ضرورة تسليم القاتل التزاما بقرار هيئة العمل الفلسطيني المشترك وتجنيب المخيم اي خضات امنية”. من جهته، وصف عضو هيئة العمل الفلسطيني المشترك ومسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في عين الحلوة فؤاد عثمان، الوضع داخل مخيم عين الحلوة بـ”الدقيق والحساس وانه يتطلب معالجة الموضوع بكل حكمة ومسؤولية حرصا على المخيم وشعبنا واهلنا وحرصا على العلاقة مع الجوار”.
وقال: “في حين ان شعبنا داخل الاراضي الفلسطينية والضفة الغربية يقودون مواجهة مشرفة مع الاحتلال الصهيوني، فإن أي اقتتال في المخيم يسيء الى قضيتنا، وبالتالي المطلوب العمل على الحل بتسليم القاتل والالتزام بقرار هيئة العمل الفلسطيني المشترك التي تضم كل القوى الوطنية والاسلامية، وتفويت الفرصة على كل من يحاول اللعب بأمن هذا المخيم واستقراره”.