فرصة الاسم الوسطي أصبحت متاحة.. فهل يخرج من نواة تفاهم مار مخايل؟

10 مارس 2023
فرصة الاسم الوسطي أصبحت متاحة.. فهل يخرج من نواة تفاهم مار مخايل؟


كتبت دوللي بشعلاني في” الديار”: يقول مصدر سياسي مطّلع انّ إعلان جعجع عن عدم تأمين النصاب كون كلام السيّد نصرالله الأخير أعاد الى الأذهان معادلة “مخايل الضاهر أو الفوضى في العام 1988″، عبر “معادلة فرنجية أو الفوضى”، مشكّكاً في قدرة فريق 8 آذار على تأمين 65 صوتاً لفرنجية، بالإشارة الى أنّه “أصبح شبه مستحيل”، فضلاً عن إعلان السيّد نصرالله ترشيح فرنجية يعكس حالة من التأزّم السياسي ليس على الساحة الداخلية فقط، إنّما على مستوى الإقليم أيضاً.

والأميركيون الذين يقودون المحور الغربي مع فرنسا، على ما أضاف المصدر، يهمّهم اليوم أمران أكثر من أي شيء آخر: الأول، تأمين الطاقة والنفط للدول الأوروبية في ظلّ انقطاع النفط الروسي، والثاني، تأمين استقرار دول الخليج والسعودية مع اليمن والحوثيين، والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لا سيما عند الحدود اللبنانية الجنوبية للإفساح في المجال لاستجرار النفط والغاز من حقل “كاريش” وسواه الى القارّة الأوروبية. ومقابل تأمين هذين الأمرين الأساسيين والاستراتيجيين بالنسبة للأميركيين، لا مانع من إعطاء أكثر بكثير من ملف الرئاسة في لبنان.
من هنا، يتوقّع المصدر نفسه أن يأتي الضوء الأخضر من قبل الأميركيين، يكون كموافقة غير علنية، تليها موافقة من قبل السعودية من خلال مصلحتها بتأمين أجواء الاستقرار مع اليمن بشكل أساسي، على دعم فرنجية للرئاسة. يرافقها إلغاء خيار قائد الجيش العماد جوزف عون، ولا سيما أنّ الأميركيين يُدركون أنّه ليس باستطاعتهم فرض أي رئيس في ظلّ توازن القوى، والمصالح القائمة في الإقليم والعالم. علماً بأنّ جعجع أعلن أنّه “في حال تمكّن قائد الجيش من جمع الأصوات المطلوبة عبر تعديل الدستور، فـ “القوات اللبنانية” لن تمانع وصوله إلى سدّة الرئاسة، أي أنّها تتخلّى عن مرشّحها الحالي النائب معوّض. وهذا يعني بالتالي أنّه في حال قرّرت دول الخارج والسعودية عدم رفض وصول فرنجية، مقابل وصول السفير نوّاف سلام كرئيس للحكومة المقبلة، فإنّ جعجع سيغيّر موقفه من عدم تأمين النصاب لانتخاب فرنجية.وفي الوقت الذي يجد فيه البعض أنّ “الثنائي الشيعي” قد رفع سقف المواجهة من خلال إعلان تبنّي ترشيح فرنجية، وهو سيتمسّك به حتى النهاية، يعتبر البعض الآخر أنّ ثمّة معادلة جديدة مع هذا الإعلان تقوم على إحراق ورقة ترشيح فرنجية من قبل قوى 8 آذار، مقابل إحراق ورقة ترشيح قائد الجيش المدعوم من دول الخارج، لتسهيل التسوية والاتفاق على اسم ثالث وسطي لرئاسة الجمهورية. ويشير المصدر في هذا السياق الى أنّ برّي بدّل موقفه في ما يتعلّق بترشيح العماد جوزف عون، من منطلق أنّ الرئيس الجديد لا يمكن أن يكون مطروحاً من قبل الأميركيين والفرنسيين ويوافق عليه “الثنائي الشيعي”. كذلك فإنّ الرئيس إذا لم يأتِ من فريق 8 آذار، فلا بدّ من أن يكون وسطياً ويوافق عليه كلّ من الطرفين، على اعتبار أنّ هذا هو أفضل حلّ للتسوية. ومن هنا، فإنّ إعلان السيّد نصرالله عن دعم ترشيح فرنجية، سيكون مدخلاً للوصول الى هذا الأمر.وإذ بات معلوماً أنّ ترشيح فرنجية وُضع مقابل ترشيح قائد الجيش، الذي لم يُعلن أي منهما عن ترشيح نفسه للرئاسة، على ما لفت المصدر نفسه، يبدو أنّ الفرصة أصبحت متاحة أكثر لخروج الاسم الوسطي من نواة “تفاهم مار مخايل” الذي لا بدّ من إعادة إحيائه، وليس من خارجه. وهذا يعني الإتيان برئيس تسوية، يكون اسماً جديداً غير فرنجية وعون ومعوّض.