الملف الرئاسي مجمّد وترقّب لنتائج الاتفاق السعودي الايراني

12 مارس 2023
الملف الرئاسي مجمّد وترقّب لنتائج الاتفاق السعودي الايراني


لا يزال خبر استئناف العلاقات السعودية – الإيرانية في دائرة الاهتمام والترحيب العربي ومحور تقييم وقراءة في الداخل اللبناني، خصوصا لجهة انعكاساته على حل الخلافات بين الاطراف المتخاصمة بشأن انتخاب رئيس جديد للبنان.
وفي هذا السياق جاء تأكيد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “أن لبنان يؤيد تلقائياً أي مسار توافقي في المنطقة، خصوصاً أن المملكة العربية السعودية هي طرف فيه، بما لها من ثقل عربي وإسلامي، ومن تأثير إقليمي واسع”، مشددا “على انه إذا ارتاح الخارج يرتاح لبنان وعلينا كلبنانيين ألا ننتظر الخارج، وأن نقوم بواجبنا في انتخاب رئيس للجمهورية وبناء المؤسسات والشروع في حل مشاكلنا الكثيرة والكبيرة”.
ونقلت مصادر مطلعة لـ «الديار» عن مرجع بارز قوله «ان اعلان الاتفاق بحد ذاته ترك اثرا ايجابيا على المنطقة، ومن شانه ان يترك الاثر نفسه على لبنان. وهذا حدث يبعث على الارتياح والتفاؤل، فكلما برزت عناصر ايجابية جديدة تساعد على الاستقرار في المنطقة ساعدتنا الظروف اكثر في حل ازماتنا».
واضاف «لا يمكن ان نتوقع نتائج هذا الاتفاق في لبنان بين ليلة وضحاها، لكننا لسنا في جزيرة معزولة، وبطبيعة الحال سنتأثر بشكل او بآخر بايجابيات هذا الحدث، خصوصا انه يحدث بين دولتين لهما تاثير في لبنان».
وقال رئيس مجلس النواب نبيه برّي” إنه اتفاق تاريخي – استراتيجي، وان المنطقة بحاجة إلى هذه الاتفاقات لصياغة مستقبلها”داعياً إلى “المبادرة سريعاً في لبنان للتلاقي وإنجاز الاستحقاقات الدستورية وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية بالتوافق والحوار”.
أما نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، فلفت إلى “أن عودة العلاقات الإيرانية – السعودية منعطف مهم لاستقرار المنطقة وأمنها وتقدمها، وفاتحةُ خبرات لشعبيهما ولشعوب المنطقة، وهي ضربة موجعة للمشروع الأميركي – الإسرائيلي”.
في الملف الرئاسي قال مصدر مطلع على الموقف السعودي ل»الديار» ان السفير السعودي وليد البخاري لم يتحدث عن فيتو على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية او غيره، لكنه في سياق الحديث عن المواصفات بدا ان السعودية تؤيد مرشحا غير محسوب على طرف بحد ذاته، وانها لا ترغب في الوقت نفسه في الدخول بالاسماء او دعم مرشح معين.
واضاف المصدر ان السعودية تميل الى الحكم على نهج الرئيس وما سيقوم به، وانها تتعامل مع الخطوات التي سيقوم بها، اكان في اطار العلاقات مع المحيط العربي او على صعيد سياسة لبنان الخارجية والاصلاحات الداخلية.
وقال مصدر سياسي مطلع لـ «الديار» انه من السابق لاوانه معرفة نتائج الاتفاق وانعكاساته على لبنان وعلى الاستحقاق الرئاسي، لافتا الى ان هناك مناخا يؤشر الى توقع تنشيط الحراك الداخلي والخارجي في الاسابيع المقبلة، لافتا في هذا المجال الى اللقاء الذي جمع وزير الخارجية السعودي مع وزيرة الخارجية الفرنسية اول من امس.
واضاف من الصعب الحديث عن توقيت محدد لحسم الاستحقاق، ومن الصعب ايضا تغليب خيار على اخر في الوقت الراهن. لكن ترشيح الثنائي الشيعي لفرنجية، وان واجه معارضة من اطراف عديدة، فانه انهى مرحلة وسيساهم في تحريك مياه الاستحقاق اكثر.
ولفت المصدر الى ان الاتفاق السعودي الايراني سيخلق مناخا افضل للتعاطي مع هذا الاستحقاق، بغض النظر عن موقف كل منهما من هذا المرشح او ذاك.
ووفقا للواقع الضاغط بسبب الانهيار الداخلي والاجواء الخارجية المستجدة بعد الاتفاق، رأى المصدر ان حسم الاستحقاق محكوم بفترة زمنية لا تزيد على الشهرين او الثلاثة.