لماذا لا تسلّم المرأة زمام أمور الدولة والبلد؟

12 مارس 2023
لماذا لا تسلّم المرأة زمام أمور الدولة والبلد؟

ترأس متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس وتوابعها المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.وفي عظته، قال عودة:  “منذ أيام، احتفل العالم بيوم المرأة. كثر منا يعرفون أنهم مهما فعلوا لا يوفون المرأة جزءا مما تعطي. فهي الوالدة وهي المربية وهي الزوجة المحبة والمحتضنة عائلتها وجامعة شملها. من تقود العائلة بمحبة وتفان وتضحية هل يمكن أن تبخل على وطنها بعطاءاتها؟ المؤسف عندنا أن الرجال يقطعون الطريق أمام النساء الرائدات، المتحمسات للعمل في الحقل العام، ومشاركة الرجل المسؤولية، وخدمة الوطن والمجتمع، وقد يكن أنجح من الرجال لأنهن أشد صبرا وأكثر إيجابية وعطاء ويرفضن الظلم والعنف والحرب. في هذه المناسبة، لا يسعنا سوى التفكير بما سيكون الوضع عليه لو يتم انتخاب امرأة لرئاسة الجمهورية. فمنذ نشوء الدولة في لبنان، لم نر إلا رجالا في سدة الرئاسة، كانوا حينا أقوياء قادرين، وأحيانا عاجزين. لم يمر لبنان بخبرة نسائية في مراكز القيادة،  وكأن المرأة مهمشة ومقموعة وممنوعة عن إتمام دور قيادي لا شك أنها ستنجح فيه، مما قد يشكل عقدة نقص لبعض الذكور، وسيظهر ضعفهم الذي يسببه جلوسهم على عروشهم التي يعتبرونها أملاكا. المرأة لا تعرف الجلوس والراحة، أكانت أما أو ربة منزل أو موظفة، أو في أي مكان حلت. فلماذا، إذا، لا تسلم المرأة زمام أمور الدولة والبلد، أسوة بكثير من البلدان التي أصبحت رائدة بفضل رئيساتها؟ كذلك احتفل طلابنا بمعلميهم بمناسبة عيد المعلم. فالمعلم الناجح صانع للأجيال الناجحة، ينشئ طلابه على حب المعرفة والحس النقدي، ويلقنهم ما يساعدهم على تنمية قدراتهم واستنباط مهاراتهم. المعلم العظيم ملهم لطلابه. إنه «ناسك انقطع لخدمة العلم كما انقطع الناسك لخدمة الدين» كما يقول أحد الأدباء”.

 
وتابع: “المؤسف أن الوضع الصعب الذي نمر فيه جعل المعلم ينشغل بكيفية توفير العيش الكريم لعائلته عوض الإهتمام برسالته التعليمية. المعلم، كسائر اللبنانيين يعاني، ولا يجد أذنا صاغية عند المسؤولين، فيما نحن اليوم بحاجة إلى معلمين أكثر مما نحن بحاجة إلى سياسيين. المجال التربوي برمته يعاني. فلا الأهل قادرون على تحمل أعباء تعليم أولادهم، ولا المعلم قادر على تأمين حياة أولاده لينصرف إلى مهنته ، ولا المؤسسات التربوية قادرة على تحمل كلفة التعليم، وكلفة التشغيل، والقيام بمساعدة من تجب مساعدتهم كما في السابق، بسبب الإنهيار المالي والإقتصادي والسياسي، وبسبب تأخر انتخاب رئيس ذي رؤية واضحة وبرنامج إصلاحي، يقود البلاد مع حكومته إلى إنقاذ الوضع العام، والوضع التربوي الذي كان علامة لبنان الفارقة. فوطننا، معلم الحرف والحقوق والريادة والإبداع، وقد أبدع أبناؤه في العالم أجمع، أصبح يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة في ظل سياسات فاشلة، وغياب الضمير الذي هو المعلم الداخلي الذي يرشد الإنسان إلى الخير والحق والصواب. فمتى الخلاص؟ متى يشعر المسؤولون بما يعانيه المعلم، والشعب كله؟”.