جاء الاتفاق السعودي الايراني الذي اعلن عنه من الصين والذي قضى باعادة فتح السفارات بين البلدين، ليعيد خلط الاوراق السياسية في المنطقة ككل، حتى قبل معرفة طبيعة هذا الاتفاق وما اذا كانت ستكون له تبعات مباشرة على ساحات الصراع بين البلدين هنا وهناك، خصوصا وأن ما حصل تزامن مع تصعيد اميركي – اسرائيلي كبير ضد ايران.حتى ان جميع المتابعين فوجئوا من حصول هذا الاتفاق، ولعل “حزب الله” وحده كان في أجواء عامة تقول بأن التقارب بين البلدين سيتسارع من دون اي تفاصيل، على عكس المرات الماضية، حين كان الحزب يعرف تفاصيل اللقاءات الثنائية التي كانت تحصل في بغداد مثلا وكان الامين العام للحزب يطلع على محاضر الجلسات.في لبنان تسارعت التحليلات التي تؤكد ان ما حصل ستكون له تبعات ايجابية على الواقع اللبناني لا بل سيؤثر بشكل مباشر في الاستحقاق الرئيس من خلال ايصال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى سدة الرئاسية، فهل هكذا قراءة يمكن ان تكون واقعية؟سريعا جاءت الاجابة السعودية بكثير من الديبلوماسية، حيث اكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ان اللبنانيين يحتاجون الى تفاهم لبناني لبناني وليس تفاهماً سعوديا ايرانيا وهذا ما اكد عليه بعض الديبلوماسيون الايرانيون عبر موقع تويتر، الامر الذي حسم عدم شمول التسوية الايرانية السعودية الساحة اللبنانية على الاقل.وبحسب مصادر مطلعة فإن موقف السعودية من ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والذي لم يتغير، اذ ان الرياض ليس لديها مرشح للرئاسة وهي في الوقت نفسه ترفض ان يتولى اي حليف لحزب الله هذا المنصب بغض النظر عن علاقتها الشخصية به.وترى المصادر ان حسابات سعودية ايرانية خاصة بالدولتين دفعت الى مثل هذا التقارب، اذ ان الرياض ارسلت رسالة من خلاله الى ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن بانها لن تكون جزءاً من التصعيد ضد طهران وهذا يتماشى مع البرودة في العلاقة بين الرياض والادارة الاميركية الجديدة.وتقول المصادر ان تأثر ساحات المنطقة، في حال حصوله، فهو تأثر غير مباشر، غير مرتبط بأصل الاتفاق، كما انه يحتاج الى مزيد من الوقت حتى تتكرس العلاقة الايجابية بين البلدين بشكل حاسم وهذا لن يظهر قبل عدة اشهر، في ظل التوترات التي تضرب المنطقة في اكثر من ساحة، ولعل ظهور اي مؤشرات في اليمن سيكون سابقا لاي تطورات ايجابية لبنانية..