لا يخفى على أحد أن الاعلان عن الاتفاق الايراني _ السعودي منذ أيام أحدث ربما زلزال كبير في منطقة الشرق الأوسط مترافق مع هزات ارتدادية أصابت العديد من البلدان في مقدمها لبنان حيث تلقت الطبقة السياسية برمتها صفعه قوية و دخلت في حالة من الذهول و الصدمة فهي اعتادت على بناء شعبيتها من خلال تعزيز الخطاب الطائفي و التحريضي ضاربة بعرض الحائط كل مساعي الحوار و التلاقي و الوفاق الوطني .
وحده الرئيس سعد الحريري الذي عزم أمره و انسحب من هذا المشهد الطائفي المقيت متسلحا بوطنيته و عروبته التي لا تسمح له بإدخال لبنان في آتون حرب طائفية لا تحمد عقباها و علق عمله السياسي تاركا السلطة السياسية و الحكم بكل جرأة و مسؤولية للمرة الأولى في تاريخ العمل السياسي اللبناني متجها الى الامارات العربية المتحدة لاستمكال أعماله التجارية .
الحريري حاول مرات عديدة خلال لقائه المسؤوليين الإماراتيين حثهم على أهمية الحوار و التنسيق بين المملكة العربية السعودية و ايران و كان عراب فكرة ” ربط النزاع ” التي تنشر الاستقرار و السلام بين جميع الشعوب .
تلقفت القيادة الأماراتية هذه النصيحه و بدأت مشوار الالف ميل من خلال تقريب وجهات النظر بين المملكة السعودية و ايران و أكدت أن هذه الحوار هو صمام أمان رؤية المملكة ٢٠٣٠ .
بالأمس القريب شهدنا تحول كبير و جوهري في استراتيجية المملكة العربية السعودية من خلال الحوار و التلاقي و إعادة العلاقات الدبلوماسية مع ايران في غضون شهرين ، هذا التحول الذي سيجلب السلام و الاستقرار في المنطقة و نأمل أن يتوج هذا الاتفاف الى انتخاب رئيس جمهورية يملك مشروع وطني و عروبي و اقتصادي لا يستفز أي طرف و تشكيل حكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري الذي يملك مشروع وطني و عروبي و اقتصادي قادر على النهوض في وطننا الحبيب لبنان .
