علاقة السعودية مع لبنان: زمن الحنين ولّى

14 مارس 2023
علاقة السعودية مع لبنان: زمن الحنين ولّى


كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: لم يكن متوقعاً أن يعلن السفير السعودي وليد البخاري الكثير عقب زيارته عين التينة. في تفاصيل جولته على المسؤولين يستعين بالكتمان وإن كان أشاع أمس أجواء إيجابية. أسبوع من اللقاءات يجريها البخاري من دون أن يدخل في تفاصيل الأسماء المرشحه للرئاسة. وحدها المواصفات تعني بلاده واللبيب من الإشارة يفهم. تغيّرت المملكة وتبدلت سياستها في لبنان. الإتفاق مع إيران رحلة طويلة وشاقة ولبنان ليس إلا محطة.

 
عن العلاقة مع لبنان فقد آن الأوان ليقتنع لبنان أنّ واقع علاقته مع المملكة لم يعد كما سابق عهده. البرودة في العلاقة لها أسبابها التي يجب أن يتم التسليم بوجودها كسبيل إلى مقاربة صحيحة لعلاقة البلدين:لم تعد علاقة المملكة مع لبنان تقوم على عنصري العاطفة والمصاهرة. جيل الحنين إلى صوفر وبحمدون وبرمانا وبعبدات إنتهى وصرنا في زمن جيل سعودي لا يعرف لبنان ولا زاره من قبل وأولهم ولي العهد. لبنان لم يعد قبلة السعودي للترفيه والسياحة والإستثمار. ثمة إختلاف في الرؤية بين الأب والإبن وهذا طبيعي بالنظر إلى اختلاف الأجيال.الحاجة السعودية إلى اللبنانيين انتفت. أما لجهة الإستثمار فلم يعد للملكة مصلحة في الإستثمار في بلد لا قوانين فيه تحميها من الفساد والفاسدين. سبق واستثمرت في فريق سياسي فلم تنجح حتى كبرت المواجهة بينها وبين «حزب الله». حتى علاقتها مع رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري لم تحقق لها الأهداف المرجوة. ولو أن الأمر هنا مدعاة نقاش، إذ لا يمكن تحميل الحريري تبعات مواجهة بين محورين. والعلاقة مع السنة لم تنقل المملكة إلى حيث تريد. تتقدم السعودية بخطى ثابتة لتكون مرجعية القرار في الدول العربية. هكذا بدت في إجتماع باريس الخماسي رغم وجود مصر وقطر.
 
 
ما يردده أكثر من مسؤول سعودي في أوساطه أّن مشكلة المملكة هي مع نفوذ «حزب الله» وفي تهريب المخدرات المستمر عبر لبنان، وهذان سببان يدخلان ضمن الصراع مع إيران باعتقادهم، والمطلوب المعالجة من خلال انتخاب رئيس محايد غير محسوب على طرف.الموقف رمادي ومتناقض حيال ترشيح فرنجية. لم يسبق وأن أعلن فرنجية أي موقف سلبي حيالها لكنها تصنفه في محور «حزب الله»، وهذا عامل يضعفه ولا يقويه من وجهة نظرها. تشك في إمكانية فرنجية إحداث خرق في سياسة «حزب الله» في لبنان وهو ما عجز عنه الرئيس السابق ميشال عون رغم كل ما قدمه «للحزب». كان فرنجية مرشحها قبل ست سنوات. يومها أرسل الحلفاء عريضة رفض لترشيحه مقابل التسوية لإنتخاب عون. أصيبت المملكة في خيبة. ترفض تكرار الرهان ذاته مجدداً.الإنتخابات مفصلية بالنسبة إلى المملكة بين استعادة لبنان موقعه في العلاقة معها أو الإستمرار على ما هو عليه. على اللبنانيين أن يقرروا. الساحة اللبنانية لم تعد تعني للسعودية الكثير والصراع مع إيران تتحدث بشأنه مع الصين. تطورت المملكة وتراجع لبنان سنوات إلى الخلف ويريد لمقاربة علاقته مع المملكة أن تبقى على حالها مسكونة بالحنين الى الماضي. والحنين وحده لا يصنع بلداً ولا ينقذه من أزماته.