18 عاماً على انتفاضة 14 آذار… ماذا بقيَ منها

14 مارس 2023
18 عاماً على انتفاضة 14 آذار… ماذا بقيَ منها

كتبت صونيا رزق في ” الديار”: في مثل هذا اليوم من العام 2005 تداعى اكثر من نصف اللبنانيين الى تظاهرة شعبية في ساحة الشهداء في العاصمة بيروت، بطلب من شخصيات سياسية من طوائف مختلفة تحت عنوان ” ثورة الارز”، التي تمثلت اهدافها بضرورة إنهاء النفوذ السوري في لبنان، وتكوين لجنة دولية للتحقيق في اغتيال الشهيد رفيق الحريري، ورحيل النظام اللبناني- السوري، واستقالة مسؤولين امنييّن وتنظيم انتخابات نيابية نزيهة، والى ما هنالك من مطالب تصّب في خانة تحقيق استقلال لبنان.

 
تلك الثورة، استطاعت تحقيق بعض اهدافها، برأي مصادر سياسية شاركت في “ثورة الارز”، على الرغم من الضغوط التي كانت تطوّقها، فسقط لها إزاء ذلك العديد من الشهداء، بعد ان تمكنّت من جذب اللبنانيين التوّاقين الى الحرية والسيادة، وضرورة قيام دولة قوية مبنية على مؤسسات تحترم القوانين، وتعتمد الديموقراطية والحرية اساساً لنظامها السياسي، أي دولة خاضعة فقط لارادة شعبها ، فجمعت افرقاء لطالما كانوا بعيدين ضمن مسافات سياسية شاسعة، وتحت شعار” لبنان اولاً ” الذي جمعهم حينئذ، فشكلوا القوة السياسة الكبرى على الساحة السياسية.
 
وتضيف المصادر: اما اليوم ومع مرور كل تلك السنوات، وجرّاء العراقيل والعقبات التي وُضعت، تلاشى الحماس وبدأ يزول شيئاً فشيئاً وصولاً الى اليوم، بحيث لم تعد تلك الانتفاضة الشعبية سوى ذكرى، تناسى اركانها ان يحتفلوا بها بعد تشتتهم وخلافاتهم، لتدخل غياهب النسيان وكأنها لم تكن، خصوصاً منذ العام 2019 تاريخ بدء الازمات والانهيارات الفعلية في لبنان، حيث لم يعد جمهور تلك الانتفاضة يملك الحماسة لإحيائها، بسبب الاوضاع الصعبة التي يعيشها لبنان واللبنانيون بصورة عامة.الى ذلك، تعتبر المصادر نفسها أنّ روحية ومبادئ وشعارات 14 آذار ما زالت حيّة وموجودة، لكن كل هذا بحاجة اليوم الى صرخة ثورية تعيدنا الى النضال، لان الخطاب الثوري غائب كليّاً، وجمهورنا يطرح سلسلة اسئلة بعد ان سار خلف قيادييّه، مؤمناً بالشعارات التي اطلقوها، لكن ما يحصل يناقضها ، والمطلوب عقد مؤتمر موّسع من قبل فريق المعارضة، لاتخاذ خطوات جريئة إزاء ما يجري في البلد.
 
واعتبرت الاوساط الشعبية أنّ كل تلك التسميات زالت ولم تعد تنفع، وهذا يعني انّ تلك الانتفاضة التي برزت على مدى سنوات انتهت، فلا تحالف ولا مَن يحزنون، اذ اصبح كل طرف يهوى سياسة معينة لا نفهم عليها. ولفتت الى ضرورة التحضير لطريقة عمل جديدة في السياسة، تحوي التخطيط والتنسيق من جديد، لاننا كجمهور وُعدنا بالكثير ولم نرَ شيئاً، لذا نحتاج الى صرخة ثورية مغايرة، أي ثورة جوع وسط كل ما يجري حالياً في البلد من ازمات يومية، ثورة لبنانية مسيحية – اسلامية تجمع كل اللبنانيين، لتحصيل حقوقهم اولاً من السياسيين الفاسدين، الذين اوصلونا الى هذا الدرك الخطر.