الرئاسة اولا ودور لبنان وتفاعل مكوّناته

يغادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بيروت اليوم الى الفاتيكان للقاء قداسة البابا فرنسيس غدا الخميس.
ليست المرة الاولى التي يلتقي فيها رئيس الحكومة الحبر الاعظم الحالي، فقد زار الفاتيكان رسميا في 25 تشرين الثاني من عام 2021 على رأس وفد وزاري رسمي وعائلي.
كذلك كانت للرئيس ميقاتي زيارة رسمية ايام حبرية البابا الراحل بنيديكتس السادس عشر.
زيارة رئيس الحكومة الى الفاتيكان تكتسب اهمية قصوى في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ لبنان، في ظل شغور في المنصب المسيحي الاول وتولي الحكومة مهام تصريف الاعمال والضجة المفتعلة من قبل البعض بهدف الاستثمار السياسي والاستغلال الطائفي .
ووفق المعلومات فان الرئيس ميقاتي اعد عدة نقاط اساسية لمناقشتها مع قداسة البابا تتعلق بالملف الرئاسي اولا، مرورا بالواقع الاجتماعي الصعب للبنانيين وضرورة دعمهم بكل الوسائل، والعلاقة بين مختلف المكونات اللبنانية ودور لبنان .
وبحسب المعلومات فان رئيس الحكومة تفاهم مع البطريرك الماروني البطريرك مار بشارة بطرس الراعي على افكار عملية لعرضها خلال زيارته الفاتيكان لحضّ المجتمع الدولي على المساهمة في تسريع إتمام الإنتخابات الرئاسية في لبنان”.
وفي اتصال مع “لبنان 24″، قال سفير لبنان لدى الفاتيكان فريد الياس الخازن “إن زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى الفاتيكان مهمّة جدّاً، لتأكيد “العلاقات الجيّدة بين لبنان والكرسيّ الرسوليّ وللتواصل حول المسائل التي تهمّ الطرفين، وهي عديدة ومتنوّعة، منها ما يخصّ الشأن الإجتماعيّ والإقتصاديّ والمعيشيّ، ومنها ما يخصّ الشأن الدبلوماسيّ”.
وشدّد الخازن على أنّ “لبنان بحاجة لدعم الفاتيكان على الصعد كافة، والفاتيكان من الأطراف التي دعمت لبنان منذ الأسابيع الأولى للأزمات التي لا تزال تعصف به، منذ أواخر العام 2019”.
أضاف أنّ “الفاتيكان كان من أوائل الداعمين للبنان بكافة الوسائل، ماديّاً عبر تبرعه بمبلغ من المال، من صندوقه الخاص، عندما بدأت الأزمة، إضافة إلى دعم القطاع التربويّ والإستشفائيّ، وهذه المساعدات وصلت إلى لبنان من خلال الفاتيكان مباشرة، أو عبر المؤسسات الخيريّة والإنسانيّة التابعة له”.
ولفت الخازن إلى أنّ “للفاتيكان دورا أساسيّا ومؤثّرا في الشأن الديبلوماسيّ، نظراً لعلاقاته الوطيدة مع عدد كبيرٍ من الدول المعنيّة في الشأن اللبنانيّ، مثل الدول الأوروبيّة والولايات المتّحدة الأميركيّة”.
وتابع أنّ “موقف الفاتيكان بات معروفاً كالدول المعنيّة بالشأن اللبنانيّ، عبر الإصرار على الإصلاح الذي يبقى العنوان الأبرز”.
وقال إنّ العنوان الآخر الذي يتمّ التشديد عليه في الفاتيكان والمجتمع الدوليّ هو أنّ يقوم لبنان بالمطلوب منه كيّ تكون المساعدات الخارجيّة مجديّة”.
وذكّر الخازن أنّ “الفاتيكان هو الطرف الوحيد في العالم الذي يدعم ومستعدّ أنّ يدعم من دون أيّ مقابل، وهناك حرص من قبله على جميع اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين في موضوع العيش المشترك والتعدّدية والإنفتاح والحريّات”.