كرسي اعتراف للقادة الموارنة في بكركي… لا للحوار نعم للصلاة

15 مارس 2023
كرسي اعتراف للقادة الموارنة في بكركي… لا للحوار نعم للصلاة


من يعرف العادات والتقاليد المتبعة في الكنيسة المارونية خلال زمن الصوم الكبير الذي يسبق عيد قيامة السيد المسيح، يدرك تماما انه خلال الصوم الأربعيني تزداد وتيرة الصلوات المترافقة مع الطلبات، البخور، الشموع، وطلب التوبة المتنقل بين كرسيّ الاعتراف وأفعال الندامة التي يتلوها المؤمنون عن فهم عميق او عن بساطة كلية في الايمان.

ومن يعرف سلوكيات الكنيسة المارونية خلال الزمن التحضيري للقيامة، يدرك كل الادراك مفهوم “الرياضات الروحية” التي من أجلها يتنقل الكهنة والرهبان بين القرى والبلدات مخصصين اسبوعاً من العظات حول مواضيع مشتركة ومن السهرات حول “الكتاب المقدس” التي فيها يتم شرح معانيه وأبعاده.
ومن يعرف ايضا الكنيسة المارونية، يدرك خير ادراك ان حركتها الايمانية التي تتجلى بشكل واضح وصريح خلال ايام الصوم، لا يمكن فصل لبنان عنها، اذ انه غالبا ما يحضر في صلواتها ونواياها وغالبا ما يرفع علمه على مذابحها محاطا بالشموع التي تحمل في أضوائها آمال انقاذ هذا البلد الذي تكاثرت اوجاعه والامه في الاونة الأخيرة.
ومن يعرف الكنيسة المارونية، يدرك ان الحكام والمسؤولين لا يغيبون عن بالها وأفكارها، اذ انها خصصت لهم نوايا وطلبات في قداديسها سائلة النصر لكل المؤمنين من بينهم ولكل المسؤولين الحاملين نوايا طيبة وصافية تجاه بلدهم وشعبهم.
وبهذا السياق، اتت دعوة المجمع المقدس للمطارنة الموارنة التي تم خلالها  تخصيص العاشر من أذار الحالي، يوماً لرفع الصلوات من اجل انتخاب رئيس للجمهورية ينقذ البلاد من حالة الدوران التي تعيشها وينتشلها من الازمة المخيفة التي تسيطر عليها.
وفي استكمال واضح لهذا السياق، دعا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، النواب المسيحيين والقادة الموارنة للحضور الى الصرح البطريركي في يوم تأمل ورياضة روحية ومصالحة، علّهم يتمكنون من بعد هذا الحضور من النظر ولو لمرة واحدة بايجابية ومن الذهاب سريعا الى ايجاد حلول للملف الرئاسي العالق داخليا وخارجياً.
في هذا الاطار، يشير مرجع مطلع لـ”لبنان 24″، الى ان “دعوة البطريرك الراعي، جاءت على الشكل المشار اليه اعلاه اي انها اتت تحت عنوان يوم صلاة وتأمل ولم تأت تحت عنوان حوار مسيحيّ موسع او ماروني ضيّق، لعدة اسباب، أبرزها ان الحوارات التي رعتها بكركي في فترة الشغور ما قبل الحالية لم تؤد الى اي نتيجة فعلية، لا بل يمكن القول ان الاطراف المارونية السياسية التي تعهدت على الكثير من المواضيع داخل أروقة الصرح البطريركي لم تف بتعهداتها ولم تلتزم بما تم التصديق عليه على وقع قرع اجراس كنيسة الصرح فرحاً بلقاء القادة وتواصلهم مع بعضهم البعض”.
ويضيف المرجع ” في لقاءات القادة الموارنة السابقة في بكركي، أكد الجميع انهم لن يقفوا بوجه  وصول اي منهم الى سدة الرئاسة الأولى واعترفوا جميعهم بتمثيل كل طرف منهم، لكنهم وفور تبني رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ترشيح رئيس (تيار المرده) سليمان فرنجيه، قبل تبنيه ترشيح الرئيس السابق ميشال عون، تكتلوا جميعهم في وجه فرنجيه واعلن جزء منهم مصالحة (اوعا خيك) الشهيرة، وهذا تماما ما يتكرر اليوم بعد اعلان الثنائي الشيعي دعمه ترشيح فرنجيه، لذلك من غير المستبعد ان نشهد مصالحات جديدة تحت عنوانين مختلفة وهدف واحد بات معلوما من قبل الجميع.
وبناء عليه،دعوة الراعي للصلاة والمصالحة لا للحوار لم تات من عبث انما من ادراك تام بأن المدعووين يحتاجون الى الصلاة والاعتراف أكثر بكثير من الحوار.وفي حال تحولت الدعوة الى واقع، وفُتحت كرسي الاعتراف في بكركي، سيكون فرنجيه اول الواصلين اليها قائلا بالهمس وبصوت مرتفع لقد سامحت وعفوت تيمنا بالمعلم الأول ووفقا لتوصيات الكنيسة”.