وسط الإرتفاع الصاروخيّ لسعر الدولار وتجاوزه عتبة الـ112 ألف ليرة، أمس السبت، أضحى السّوق اليوم أمام سيناريوهات “غير مضبوطة”، والسبب هو أنه لا تفاصيل واضحة حتى الآن لأيّ خطوة ممكن أن يتمّ اتخاذها قريباً للجمِ السعر وضبطِه عند مستوى معيّن.
آخر المعلومات تشيرُ إلى أنّ مصرف لبنان يُعوّل على إمكانية فكّ المصارف لإضرابها خلال وقتٍ قريب، لاسيما أنّ آلية تدخّله في السّوق لوقف إرتفاع الدولار لا تحصلُ إلا عبر المؤسسات المصرفية.
وعليه، فإنّه في حال انتهى الإضراب، عندها من الممكن أن يُحضّر البنك المركزي أرضيّة جديدة للتدخّل عبر منصة “صيرفة” من أجل خفض سعر الدولار إلى حدّ الـ100 ألف ليرة، مع وجود إمكانية لرفع سعر الدولار على المنصة المذكورة إلى 90 ألف ليرة خلال وقتٍ قصير.
لماذا ارتفع الدولار بهذا الشكل الصاروخيّ؟
لكثرتها وتعدّدها، لا يُمكن حصر الأسباب التي ساهمت في ارتفاع سعر الدولار بهذا الشكل الصاروخي، إلا أن هناك 3 أمور أساسيّة أدت إلى المشهدية الفاقعة في السوق أولها أن مصرف لبنان يتدخل حالياً بكثافة لشراء الدولارات بهدف تمويل “صيرفة”، وتبيّن مؤخراً أن كميات هائلة من الليرة انخرطت في السوق لإتمام تلك العملية التي تصاعدت بقوّة خلال الأسبوعين الماضيين.
في غضون ذلك، فإنّ الطلب الهائل على الدولار كان سببه تحوّل أكثر القطاعات نحو “الدولرة”، ما يعني أنّ الطلب على العملة الصعبة ازداد بكثافة، وبالتالي ازدياد الضغط على السوق الموازية التي تموّل الطلب وسط الأزمة القائمة.
أما الأمر الأهم والذي لا تتم ملاحظته بشكلٍ مباشر هو أنّ هناك جهات عديدة انخرطت مؤخراً على الخط لشراء الدولار بشكل يوميّ بهدف تشكيل ملاءة دولاريّة لإستخدامها لاحقاً إما في الإستيراد أو في عمليات تجارية أخرى.
ولكن، وما كلّ ذلك، فإنّ الخفايا التي يشهدها السوق كثيرة، وقد تبيّن أن هناك صرافين أحجموا حالياً عن بيع الدولارات للمواطنين وذلك تجنباً للخسارة.
وهنا، تقول مصادر ناشطة في سوق الدولار إنّ “الأمر المذكور تعزّز بقوة خلال الأسبوع الماضي، وقد كان سبباً أساسياً في ارتفاع الدولار بمستويات غير معقولة”، وأضافت: “كل ذلك يرتبط بالمضاربات التي تحصل، وما يعزز ذلك هو ممارسة مصرف لبنان دوراً معيناً في تلك المضاربة عبر شراء الدولارات بكثافة وبكميات هائلة من الليرة يمكنه استخدامها بالطريقة التي يريدها”.