واحدة من الحجج التي يتباهى بها قياديو حركة امل للتاكيد على صوابية خيارهم السياسي بعدم انتخاب الرئيس ميشال عون، هي فكرة السلة المتكاملة التي طالب بها الرئيس نبيه بري قبل انتخاب عون والتي كانت ستمنع كل الاشكالات السياسية في عهده، لكنه اصر على عدم مناقشة اي ملف يومها، سوى الملف الرئاسي.
اليوم يعود الاستحقاق الرئاسي وتعود معه الاسئلة حول التسوية المقبلة وما اذا كانت ستنحصر بإسم الرئيس المقبل ام انها ستكون ايضا تسوية شاملة حول كيفية ادارة البلاد في المرحلة المقبلة وقانون الانتخابات وحتى رئاسة الحكومة وتوازناتها السياسي.بين القوى السياسية لا يوجد اي انقسام واضح حتى اللحظة حول شكل التسوية، لا يزال الخلاف حول اسم الرئيس حاداً لدرجة يصعب خلاله الذهاب نحو دراسة التسوية المقبلة، فالقوى المعارضة لسليمان فرنجية مثلا لن تناقش سلة سياسية ومكاسب ادارية في حال موافقتها على اسم رئيس المردة لانها في الاساس ليست في هذا الوارد.لكن الدول الاقليمية لا تملك رؤية موحدة للتسوية، فالفرنسيون يضغطون بإتجاه تسوية كاملة الاوصاف تؤدي الى اعادة بعض الاستقرار الى الساحة السياسية اللبنانية، لذلك فإن باريس لا تعارض هذا الاسم او ذاك في الاستحقاق الرئاسي بل تسعى ليكون ضمن سلة كاملة توافق عليها القوى السياسية المختلفة.يريد الفرنسيون ان يتفاوضوا مع حزب الله على شكل الحكم في المرحلة المقبلة، وكيف سيكون الواقع السياسي في ظل رئيس قريب من الحزب، وهل سيتكرر ما حصل خلال عهد الرئيس ميشال عون من الابتعاد الكامل عن الغرب او العالم العربي؟ وكيف سيتعامل الحزب وحلفاؤه مع القرارات الدولية؟ وغيرها من الاسئلة التي تهم القوى الغربية.في المقابل لا تزال المملكة العربية السعودية غير راغبة من قريب او من بعيد بالذهاب بالذهاب الى تسوية مشابهة لتسوية عون – الحريري، بل تريد مناقشة كل ملف بشكل منفرد، اي الذهاب الى تسوية رئاسية ومن ثم النقاش في الاستحقاقات الاخرى بشكل تدريجي، على اعتبار ان تجربتها السابقة لم تكن مشجعة.