دعا شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، الى “الحفاظ على لبنان كنموذج للتعددية والمواطنة الحاضنة للتنوع، فتلك هي رسالة الموحدين الدروز الذين ليس لديهم مشاريع فئوية، وانما مشروعهم هو الوطن الجامع والانسان الواحد”، ومشددا على “القيم المشتركة التي تجمع بين الاديان وصونها”.
كلام أبي المنى جاء خلال استقباله في دار الطائفة في بيروت، وفد “منصة الحوار العربية” التابعة لمركز “كايسيد” – مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لحوار الأديان والثقافات.وكان اللقاء مناسبة، رحب خلالها ابي المنى بالوفد في “دار الموحدين الدروز الجامعة للحوار والتلاقي بين الجميع، والمكان الوسطي اللاحم لأبناء الطوائف. وقال: “هذا هو تاريخنا منذ أن أتى أجدادنا العرب المسلمون الى هذه البلاد، لحماية الثغور العربية الاسلامية منذ القرن الثامن الميلادي وبعده في مهمة دفاعية، وقدموا التضحيات الكثيرة، وكانت رسالتنا ولا تزال التواصل والانفتاح والثبات في الارض”.وتابع مستشهدا بالآية “إن الدين عند الله الإسلام”: “لا يعني ذلك اطلاقا معاداة الديانات الأخرى وانما التأكيد على ان الاسلام جامع للديانات السماوية وخاتمها، كما ان الرسول خاتم الانبياء. من هنا فاننا نتلاقى على المشتركات ونتقارب من خلال ادياننا ونجتمع على الايمان بالله الواحد سبحانه وتعالى وبعلاقة الانسان بخالقه، وعلى القيم ذاتها، القيم الاخلاقية والاجتماعية والروحية المشتركة، فالانسان اخ الانسان والصدق مع الله هو انعكاس للايمان، بمقتضى الحديث الاسلامي الشريف عن الإسلام والإيمان والإحسان، فالاسلام اقرار وشهادة، والايمان اعتقاد بالقلب، اما الاحسان فعيش مع الله وعبادته وكأنك تراه، وهذا يعني الصدق، فغاية الدين الصدق في العلاقة مع الله، وكذلك في العلاقة مع الانسان، وهذه ركائز نشدد عليها دوما، وفي هذا السياق جاء قول للامام علي بن ابي طالب: “الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق”. ووثيقة “الاخوة الانسانية” اكدت على مبدأ الاخوة كخطوة متقدمة انه حتى لو اختلفت الاديان فهناك الأخوة الانسانية التي تجمع”.وتابع: “نعيش إنسانية واحدة و”لا اكراه في الدين”، وكل على مذهبه، فلماذا نختلف اذا؟ أليست المحبة والرحمة والاخوة مبادئ مسيحية واسلامية؟ أليست الهموم والقضايا الاخلاقية والكونية واحدة؟ لذا يجب ان نتعامل بروح ركاب السفينة، فنحن في مركب انساني واحد، وعلينا ان نتعامل مع بعضنا وفق هذا المبدأ كي لا نهلك جميعا، و”كايسيد” رائدة في هذا المجال، وقد اضاءت على مسائل عدة من خلال المنصة العربية والمؤتمرات ودعت للانطلاق في هذا المجال وكسر الحواجز”.وختم: “اهلا وسهلا بكم في هذا الوطن الذي هو نموذج للتعددية وللتنوع في الوحدة، وقد سميناها المواطنة الحاضنة للتنوع، وهذه هي رسالتنا: احترام المواطنة والتنشئة عليها، وقد شاركنا في حمل هذه الرسالة الى المنتديات، خصوصا وانه ليس للموحدين اي مشاريع فئوية على المستوى الوطني او الديني، وانما الغاية هي الوطن والانسان”.وكان حديث عن الدور المحوري الذي يمكن ان تقوم به القيادات الدينية في تعزيز الحوار والعيش المشترك ومواجهة خطاب الكراهية في لبنان والمنطقة العربية انطلاقا من مسؤوليتها الاخلاقية والدينية والوطنية، وخصوصا في زمن صعب تعبر فيه المنطقة”.السامرائيبعد اللقاء، تحدث الكتور حسين غازي السمرائي من مجلس الفقه العراقي باسم الوفد قائلا: “تشرفنا كمنصة كايسيد التابعة لحوار الاديان بلقاء سماحة شيخ العقل للطائفة، وكان اللقاء مثمرا جدا ناقشنا خلاله قضايا معاصرة وتحديات تعيشها بلادنا، ونحن في لبنان العزيز نأمل تحسن الظروف والاحوال السياسية والاقتصادية، لاننا قلب واحد وكمثل المؤمنين في “توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد”، ومعنا قيادات روحية ممثلة لمؤسسات عديدة سنية وشيعية ومسيحية سعدنا بهذا اللقاء”.وختم: “كل اللقاءات تصب في خدمة الخطاب الموحد ونبذ الطائفية والكراهية والغاية منها ان تعود الامة واحدة متحابة متسالمة، واننا نشكر لهذه الدار الكريمة حسن الاستقبال واللقاء المبارك”.شارك في اللقاء أعضاء اللجنة الإدارية للمنصة: الشيخ حسن دلي ممثلا مفتي الجمهورية، الشيخ القاضي غاندي مكارم ممثلا مشيخة العقل، السيد حسن الأمين ممثلا العلامة السيد علي الأمين، المطران ديميتريوس شربك ممثلا بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، الدكتور جان سلمانيان ممثلا كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الأرثوذكس، السيدة أسماء كفتارو عن منتدى السوريات الاسلاميات، السيدة سميرة لوقا ممثلة القس الدكتور اندرية زكي الهيئة الانجيلية للخدمات الاجتماعية والكنيسة الإنجيلية في مصر، الدكتور هاني ضو من دائرة الفتوى – مصر، الأب رفعت بدر رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأردن، السيد زيد بحر العلوم عن دار العلم للامام الخوئي، الشيخ حسين غازي السمرائي عن المجمع الفقهي العراقي، المفوض السابق لحقوق الانسان في العراق مسرور محيي الدين، الأخت إيميلي طنوس ممثلة مجلس كنائس الشرق الأوسط، الأب متى زكريا عن بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية، السيدة هند قبوات عن منظمة “تستقل”، الدكتورة أمال بوغانمي عن جامعة الزيتونة في تونس، وعن مركز “كايسيد”: مدير البرامج في المنطقة العربية وسيم حداد، مسؤولة البرامج في المنطقة العربية مايا سكر وشيرين خليل من قسم الفعاليات.