اللقاء المسيحي قيد التحضير والموافقات تتوالى ومخاوف من خطوة ناقصة

20 مارس 2023
اللقاء المسيحي قيد التحضير والموافقات تتوالى ومخاوف من خطوة ناقصة


يترقب الوسط السياسي موقف الكتل المسيحية من الدعوة التي وجهها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، الى النواب المسيحيين «ليوم خلوة روحيّة وصلاة» يوم الأربعاء في 5 نيسان المقبل في حريصا، وذلك في إطار الإتصالات المتواصلة للإسراع في إنجاز الإستحقاق الرئاسي.

وكتبت” اللواء”:لقد وافق على الدعوة حتى الان حزب الكتائب وحزب الوطنيين الاحرار وحركة «تجدد» ، فيما زار النواب نيكولا الصحناوي وسيزار ابي خليل وجورج عطا الله البطريرك الراعي، بتكليف من رئيس التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، حيث أبلغوه تلبية نواب التيار لدعوة التأمل والصلاة التي أطلقها، آملين «أن يكون هذا اللقاء مناسبة لاستلهام التعاليم والقيم المسيحية في مقاربة الاستحقاقات الوطنية كافة». وقد استبقى الراعي بعد اللقاء النواب الثلاثة على مائدة الغداء، وفق ما أعلنه بيان التيار.
ويبقى إنتظار موقف القوات اللبنانية ظهر اليوم في اجتماع «تكتل الجمهورية القوية» في معراب برئاسة سميرجعجع.
وكتبت” الديار”:تتجه راهنا الانظار الى الخلوة ذات البعد الديني، التي دعا اليها البطريرك الماروني بشارة الراعي، وان كان الجميع يعلن ان خلفياتها وهدفها سياسي مرتبط بالسعي لانجاز تفاهم مسيحي- مسيحي حول الملف الرئاسي. فبعد فشل مهمة المطران انطوان أبي نجم الذي كان مكلفا من بكركي التواصل مع القيادات المسيحية، بمحاولة للتوصل الى اسم او اسمي مرشحين يشكلان نقطة تقاطع بين القيادات المسيحية، ارتأى الراعي لعب آخر اوراقه بالدعوة الى هذه الخلوة تحت مسمى «روحي»، لعلمه بأن حزب  «القوات» مثلا لن يشارك في اجتماع للقيادات الـ4، ولا يبدو متحمسا لاجتماع النواب المسيحيين للبحث باسم الرئيس بغياب تفاهم مسبق حوله.
واعتبرت مصادر سياسية مواكبة للقاء المرتقب، انه «يخدم اولا رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل ويضر بشكل خاص بفرنجية»، لافتة في تصريح لـ «الديار» الى ان «مسارعة باسيل لتكليف النواب نيكولا الصحناوي وسيزار ابي خليل وجورج عطاالله،  زيارة الراعي في بكركي يوم امس لابلاغه تلبية نواب التيار دعوة التأمل والصلاة التي أطلقها، يؤكد ذلك».
وتضيف المصادر: «اما فرنجية فيعي ان لا باسيل ولا جعجع ولا الجميل بصدد السير بترشيحه، وبالتالي اي موقف سيصدر عن هكذا خلوة او عن اي اجتماع مسيحي- مسيحي في بكركي لن يكون لمصلحته، لذلك يصر دائما على التذكير باجتماع القيادات الشهير الذي حصل في البطريركية في العام 2014 واكد على احقية القيادات الـ4 في تبوؤ سدة الرئاسة».
وبعدما بات محسوما ان نواب «الوطني الحر» و»الكتائب» سيلبون دعوة الراعي، علمت «الديار» ان «اجتماعا يعقده تكتل «الجمهورية القوية» اليوم الاثنين حيث سيتم خلاله اتخاذ القرار النهائي بخصوص المشاركة بالخلوة او عدمها، على ان يعلن جعجع الموقف الرسمي خلال مؤتمر صحافي ظهرا».
وتعتبر المصادر ان «الخلوة حتى ولو شارك فيها كل النواب المسيحيين، وهو امر مستبعد، لن تصل الى اي نتيجة عملية او اتفاق، وهذا امر محسوم، ما يجعل خطوة بكركي خطوة ناقصة».وكتب فادي عيد في” الديار”: علم أن البطريرك الماروني وعلى ضوء الجولات التي قام بها راعي أبرشية أنطلياس الماروني المطران أنطوان بو نجم لمرتين متتاليتين، بات لديه تصور واضح حول الأسماء التي طُرحت، والتي قد يكون أحدها منطلقاً للتوافق، لذا فإن هذا اللقاء الروحي يعتبر، وفي هذا التوقيت بالذات، مفصلاً رئيسياً لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد، بعدما باتت كل الظروف مهيأة لانتخابه، لا سيّما بعد ما جرى في المنطقة من توافقات وتفاهمات، وفي مقدّمها الإتفاق بين الرياض وطهران.وفي هذا السياق، ينقل عن بعض المتابعين للقاء الروحي، بأن البطريرك الراعي سيلقي كلمة وجدانية من وحي المناسبة، وسيتحدث حول ما يجري في البلد من انهيارات على كافة الأصعدة، وتحميل المجتمعين مسؤولية عدم انتخاب الرئيس. وبناء عليه، يعوِّل سيد بكركي على تواجد كل القيادات المارونية وسواها، ومن كل المشارب والأطراف والتوجهات السياسية، الذين بدورهم سيطرحون تصوّارتهم وآراءهم في ما خص الاستحقاق الرئاسي وأمورا أخرى، كما بالنسبة للوضع المسيحي بشكل عام.وتشير المعلومات، إلى أن ما دفع بجميع القيادات لحضور هذا اللقاء، أنهم أضحوا محشورين أمام الرأي العام المسيحي، لا سيما بعدما وصل البلد إلى مرحلة ليس بوسع أي فريق تحمّل تبعات ما يجري، خصوصاً على المسارات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، في حين أن الأمر الأبرز يتمثل في ما تسرّب عن اللقاء المفتوح بين الفرنسيين والسعوديين في الإليزيه أخيراً، والذي وفق المعطيات، قد يكون  كخارطة الطريق للحل المتكامل الذي سيعرض على “اللقاء الخماسي” حيث سيتحدّد اجتماعه في وقت ليس ببعيد.