جولة على السوبرماركت وتكشف جولة صغيرة على بعض السوبرماركت في مختلف المناطق عن صدمة المواطنين بالأسعار وخصوصا بعد تسعيرها بالدولار وارتفاع سعره الى تجاوز الـ120 ليرة لبنانية. فترى وجوه اللبنانيين اليائسة من الغلاء وهم الذين اضطروا سابقا الى تغيير الكثير من عادات نظامهم الغذائي والتقليل من وجبات اللحوم والدجاج والاسماك، فكيف الحال بهم اليوم، حيث يستغل بعض التجار بدء الشهر الفضيل للتلاعب بالأسعار ورفعها بدون أي مبرر. فماذا عن المأكولات الأساسية وهل من الممكن أن ترتفع خلال الأيام المقبلة؟
أسعار اللحوم يشير أمين سر نقابة تجار اللحوم في لبنان خليل نعمة الى أنّ أسعار اللحوم على حالها انّما جنون الدولار هو غير المقبول وأسعار اللحمة على الدولار “طبيعية جدا”. ويقول نعمة في حديث مع “لبنان 24” أن أسعار اللحوم المستوردة المستخدمة في الطبخ تتراوح اسعارها ما بين 5 الى 10 دولار، حسب نوع اللحوم. امّا لحم الفيليه فيتراوح بين 16 الى 17 دولار. أمّا أسعار اللحوم المحلية أي المذبوحة محليا فسعر الكيلو يتراوح بين 9 الى 10 دولار. امّا لحوم الغنم والماعز فيتراوح سعرها ما بين 14 الى 15 دولار للكيلو. فهل يتوقع ان ترتفع هذه الأسعار في رمضان؟
يعتبر نعمة انّ “هذه الاسعار ستكون مستقرة خلال الفترة الحالية، وهذا بخصوص أسعار اللحم العجل والبقر، امّا سعر الغنم المستورد “فلا نعلم،في حال الطلب الكبير عليه ،ما إذا كان سيرتفع قليلا”. وعن إمكانية تلاعب التجار والملاحم بأسعار اللحوم ورفعها في شهر رمضان المبارك، يقول نعمة: “الملاحم والتجار الذين ينتمون الى النقابة نعرف تماما كيف يسعرون ويمكن ضبط ما يقومون به، ولكن من يضبط عمل التجار والملاحم غير الشرعية وهذا ما لا دخل لنا به، ولا نعلم ما هي البضائع التي يبيعونها اصلا وما إذا كانت تستوفي المعايير ام لا”. اللحوم الهندية وتطرق نعمة الى موضوع اللحوم الهندية المستوردة مشيرا الى انّه ثمة لغط كبير حول هذه اللحوم، حيث يُكتب على غلافها “لحم جاموس”، وبحسب نعمة “تشكل هذه العبارة قلقا لدى الناس ولكنها لحوم بقر مئة بالمئة وهذه مجرد عبارة يكتبها المصدرون في الهند، وهي من أفضل أنواع اللحوم في الطبخ وأرخصها سعرا”. ويؤكد نعمة انّ كل أنواع اللحوم المستوردة من الخارج بمجرد دخولها تخضع الى معايير صارمة وإجراءات رقابية، وبالتالي تبقى أفضل بكثير من بعض اللحوم الأخرى”.
البطاطا المقلية والفتوش وأضعف الايمان أن تحتوي مائدة رمضان على صحن فتوش وبطاطا مقلية. وقبل أيام قالت “الدولية للمعلومات” إنّ تكلفة صحن الفتوش للشخص الواحد، تبلغ 225 ألف ليرة على الأقل. وقارن رئيس المؤسسة جواد عدرا في تغريدة نشرها عبر حسابها بين الأسعار منذ 3 سنوات ولغاية اليوم. وتبين بحسب عدرا انّه في عام 2020 بلغت تكلفة الطبق 4,250 ليرة. وعام 2021 وصلت إلى 12,300 ليرة، بينما وصل سعر الطبق في العام عام 2022، الى 50,500 ليرة.
وقبل أسبوع من بداية شهر رمضان 2023، تبلغ كلفة طبق الفتوش 225,000 ليرة، وهو رقم مرشح للارتفاع، وفقا لتقلبات سعر صرف الدولار.
أسعار الخضار وفي جولة على أسعار الخضار التي قد تتغير للارتفاع بين لحظة وأخرى، فيبلغ سعر كيلو الخيار 55 الف، البندورة 50 الف، الخس 60 الف ليرة، البقدونس 14 الف بعدما كانت “ضمة” البقدونس بـ250 ليرة، الحامض 45 الف ليرة، النعنع 20 الف ليرة.
أمّا صحن البطاطا المقلية، فيبلغ سعر كيلو البطاطا 40 الف ليرة، بينما يبدأ سعر ليتر الزيت الارخص من 200 الف ليرة لبنانية. فكيف للبنانيين ان يتكيفوا سلبيا مع هذا الغلاء، او عليهم بدءا من اليوم تغيير عاداتهم الرمضانية، فلا فتوش ولا بطاطا مقلية.
هي حتما كارثة امام معظم العائلات اللبنانية التي تعيش الانهيار الأصعب نتيجة التضخم وانهيار العملة الوطنية وغلاء الأسعار، وكل ذلك سيؤثر على الجانب الدنيوي لشهر رمضان المبارك، الذي سيأتي هذا العام محملا بكثير من الهموم والأثقال التي لم يعد يقوى بعض اللبنانيين على تحملها.