كتب صلاح سلام في” اللواء”: المشهد المخزي الذي ظهر في ساحة رياض الصلح أمس، خلال إشتباك الجيش وقوى الأمن مع العسكريين المتقاعدين وصمة عار على جبين المسؤولين الهائمين على وجوههم، دون أن يتمكنوا من وقف الإنهيارات المتسارعة في مختلف القطاعات، وخاصة بعد إنحدار الليرة إلى أدنى مستوياتها في التاريخ الإستقلالي، والذي أصاب مقتلاً في لقمة عيش الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، وخاصة المتقاعدين المدنيين والعسكريين، الذين طارت تعويضاتهم في المصارف، وفقدوا القيمة الشرائية لرواتبهم التقاعدية.
Advertisement
هل يجوز أن يكون راتب العسكري المتقاعد يكاد لا يكفي لشراء دواء واحد، وراتب الضباط المتقاعدين يساوي حفنة من الدولارات لا تسد رمق عيالهم؟
من يتحمل مسؤولية أن يتحول أبطال الأمس الذين خاضوا المعارك ضد الإرهاب، وحافظوا على أمن الوطن وأمان مواطنيه أثناء خدمتهم العسكرية، إلى جماعات من المتظاهرين في الشوارع والساحات، وكأنهم يتسولون حقوقهم المشروعة من أهل السلطة الفاسدة؟
كيف يرفع عسكري سلاحه على رفاق «الشرف والتضحية»، والعديد منهم كانوا من رؤسائه حتى الأمس القريب؟
وهل تكافئ الدولة جنود الوطن وأبطاله، بمثل هذا الذل في معيشتهم، بعد عقود من الزمن، كانوا خلالها يبذلون دماءهم على مذبح الوطن؟
بئس هذا الحكم الفاسد الذي قلب حياة اللبنانيين من نعيم إلى جحيم أسود، ومازال أربابه يوغلون في صفقاتهم، ويشاركون في مضاربات الدولار على حساب ما تبقى من كرامة لهذا الشعب المسكين.. والمستكين.