هنأ مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة بحلول شهر رمضان المبارك، سائلاً الله “أن يعيده على لبنان والأمة العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات وان يتقبل صيام الصائمين وقيامهم وطاعاتهم في الشهر الكريم”.
وفي كلمة وجهها في المناسبة، قال سوسان: “أهلّ علينا شهر رمضان، شهر عظيم مبارك ،شهرُ العبادات والطاعات، شهرُ التوبة والصيام، والصلاة والقيام و تلاوة القرآن، شهرالجود والإحسان،، شهر المغفرة والرحمة والرضوان ، والعتق من النيران، شهر المواساة و الإنفاق والصدقات ، شهر البر والجود والكرم ومضاعفة الحسنات، ومحو السَّيِّئَاتِ .. وهو موسم عظيم للصدقة و العطاء وايصال البر الى الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام، والصدقة والبذل في هذا الشهر المبارك شأنها أعظم ، لما فيه من إعانة الصائمين الفقراء على قضاء حوائجهم؛ وخاصة في هذه الأيام التي يشهد بلدنا فيها انهيارا ماليا و اقتصاديا واجتماعيا”.
وأضاف: “يعود رمضان علينا في ظل هذه الضائقة الإقتصادية والمعيشية وهول الفقر والعوز والحاجة.. لقد وصلت الامور الى حافة الانهيار والانفجار، وما زلتم يا أهل النظام كما انتم تصرون على الفشل والأنانية والانتهازية والإساءة لمن أوكلوكم شؤون حياتهم من هذا الشعب الصابر الصامد حتى وصل الى ذل التسول والطلب والحاجة… اذا كان الغني يشكو فماذا يفعل الفقير.. خافوا الله وغضب الناس في هذه الأيام الصعبة”.
وتوجه الى “العائلة الصيداوية الكريمة” بالقول: “كنا وما زلنا نحرص عل التكافل والتكامل الاجتماعي والانساني، هذا رمضان يطلب من الغني ان ينظر الى الفقير فيعطيه بدون منة والكبير يعطف عل الصغير فيساعده بدون رياء وتشهير، رمضان لا يريد ان يرى أرملة أو يتيما أو مسكينا يتسول او يجوع، رمضان يقول فطر صائما، اطعم جائعا، قم بكسوة يتيم، واحفظ كرامة أرملة في بيتها. ونبي الرحمة الذي خصه الله في القرءان بأعظم وصف فقال فيه وما أرسلناك الا رحمة للعالمين .. يقول ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء”.
وأضاف: “يا صيدا، يا مدينة الخير والنبل والوفاء، يا عائلة الكرم والعطاء أتوجه اليك من خلال المقتدرين والميسورين فيك المقيمين والمغتربين الى كل الجمعيات والمؤسسات والهيئات الانسانية والاجتماعية ان يمدوا يد المساعدة والعطاء لكل محتاج وفقير، ثم التحية والمحبة الى كل الشباب ومبادراتهم في المساعدة في الحواري والشوارع والاحياء. وما أحرانا في هذه الايام الصعبة والقاسية على كثير من الناس ان نتكافل ونتآخى ونتراحم ونتعاضد ونتساعد وخاصة على صعيد الأسر والروابط العائلية… فالعمل الخيري هو من ركائز المجتمع وهو من الأساس ما يمليه علينا ديننا واخلاقنا لذلك لا يجوز ان يكون بيننا جائع او محروم، وعلينا ان نحمل الخير للناس فخير الناس انفعهم للناس. نحن نعيش في ظروف أزمة سياسية واجتماعية وصحية ومعيشية واقتصادية حقيقية … وربما تكون امام انفجار اجتماعي مرعب ومخيف”.
وختم: “أخيرا الى جميع التجار، الى البائعين، الى أصحاب المراكز التجارية، الى أصحاب المولدات، الى الصيدليات الى كل من يعمل في البيع والشراء، الى المستشفيات، الى العائلة الصيداوية، اقول بكل حب واحترام ان رمضان ليس مناسبة تجارية وانتهازية، وانما هو شهر ايماني انساني بكل مظاهره ومضامينه. فلنتق الله جميعا في رمضان حتى نحقق الأجر والثواب والخير في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار”.