موقفان اميركي وسعودي من الانتخابات الرئاسية وليس لدى واشنطن أيّ مرشح

26 مارس 2023
موقفان اميركي وسعودي من الانتخابات الرئاسية وليس لدى واشنطن أيّ مرشح


محطتان سياسيتان بارزتان سجلتا امس ، تمثلتا باعلان اميركي انه ليس لدى واشنطن أيّ مرشح لرئاسة الجمهورية في لبنان، كما أنّها لا تملك أيّ قرار في هذه العملية.
اما المحطة الثانية فتمثلت بتحذير سعودي من مغبة عدم إجراء الانتخابات الرئاسية، وتشديد على عدم ترك لبنان.

في المحطة الاولى اعلنت مساعدة وزير الخارجية الأميركيّة لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف ، في ختام زبارته لبنان، أنّه ليس لدى الولايات المتحدة الأميركية أيّ مرشح لرئاسة الجمهورية في لبنان، كما أنّ واشنطن لا تملك أيّ قرار في هذه العملية، وقالت: “إنّ اختيار الرئيس المقبل يقعُ على عاتق النواب اللبنانيين، وللأسف مرّة 5 أشهر من الشغور الرئاسيّ ولبنان من دون رئيس”.
وفي حديثٍ عبر قناة الـ”MTV”، أشارت ليف إلى أنّ عدم وجود رئيس للبلاد يعني عدم وجود حكومة كاملة الصلاحيات، وأضافت: “العملية السياسية برمتها عالقة، لكن إعادة تشغيلها ليست من مهام الولايات المتحدة، بل يعود ذلك لممثلي لبنان المنتخبين، وعليهم القيام بذلك بسرعة”. وأردفت: “لدينا تصوّرٌ لنوع المرشح الذي نعتقد أن لبنان بحاجة إليه.. يجب اختيار شخص يتمتع بالنزاهة الأخلاقية، ويضعُ مصلحة لبنان واحتياجات الشعب في طليعة أولوياته. إن لبنان يحتاجُ إلى رئيس يعملُ بطاقة عالية لتنفيذ الإصلاحات الحاسمة التي يجب أن يُطبقها لبنان للخروج من هذه الأزمة الرهيبة”. ورداً على سؤال، قالت ليف: “نحنُ نتحدث بانتظامٍ مع الفرنسيين ومع العديد من البلدان الأخرى، لأننا نملك جميعاً إنشغالاً واحداً وهو الأزمة التي يمرّ بها لبنان. نحنُ نتحدّث بصراحة مع أصدقائنا الفرنسيين، وأكرر ليس من مهام فرنسا ولا الولايات المتحدة القيام بالعمل هنا.. الأحرى هو أن يقوم البرلمان اللبناني بعمله وحتى الآن لم يفعل ذلك”.وتابعت: “أول ما سمعته لدى وصولي الليلة الماضية كان البيان الصحافي الذي وزعه فريق صندوق النقد الدولي على الحكومة وعدد من السفارات، وما قيل في العلن بصراحة لم يكن فقط جدياً بل كان مخيفاً.. التوقعات للبنان، هذا البلد الذي يمرّ بالفعل بأشد الأزمات الاقتصادية، خطيرة، وفق رئيس الفريق.. لا أستطيع أن أخبركم عن مدى ضرورة تذليل العقبات أمام المسار الانتخابي الرئاسي، وبالتالي تمكين الحكومة من إطلاق الإصلاحات.. لم يتبق المزيد من الوقت.. وهذه كانت رسالتي إلى قادة لبنان”.السفير السعوديفي المقابل زار القائم بأعمال السفارة السعودية وليد بخاري رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.وبحسب بيان، تطرّق المجتمعون، خلال اللقاء المطوّل الذي استغرق نحو ساعة ونصف الساعة، الى الملف الرئاسي بشكل اساسي “ولو انه لم يُبحث في الأسماء ولكن جرى التشديد على ضرورة الإسراع في اتمام هذا الاستحقاق والإتيان برئيس سيادي إصلاحي خارج الإصطفافات”.كما تم التأكيد في الاجتماع ان “موقف “المملكة” ثابتٌ تجاه لبنان ولن يتغيّر، وسينعكس الاتفاق السعودي – الإيراني بشكل ايجابي على البلاد”. اما لجهة دور “السعودية” في اللجنة الخماسية، فهو معروف انّه “يصبُّ في مصلحة لبنان وسيادته”.البخاري الذي حذّر من مغبة عدم إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان، لفت الى ان “الاتفاق السعودي – الإيراني تضمّن الرغبة المشتركة لدى الجانبين لحل الخلافات عبر التواصل والحوار بالطرق السلمية والأدوات الدبلوماسية”، مؤكدا ان “يد “المملكة” ممدودة كما دائماً للتَّعاون والتحاور مع دول المنطقة والعالم، في كل ما من شأنه حفظ أمن المنطقة واستقرارها، لذا جهود المملكة المبذولة تهدف إلى تأمين شبكة أمان دولية لمواجهة التحديات والمخاطر، صوناً لمبدأ العيش المُشترك ورسالة لبنان في محيطه العربي والدولي”.واذ رأى ان “لبنان عضو مؤسس في جامعة الدول العربية من هنا يرتبط حماية شعبه وإنقاذ هويته بالأمن القومي العربي والسلام الإقليمي والدولي”، وضع البخاري العمق العربي في الإطار الطبيعي لحل الأزمة اللبنانية.