هل بات كسر قواعد الاشتباك جنوبا امراً ممكناً؟

26 مارس 2023
هل بات كسر قواعد الاشتباك جنوبا امراً ممكناً؟


شكل خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاخير والذي تناول فيه العملية الامنية التي حصلت في اسرائيل، مؤشرا واضحا على توتر الاجواء بين الحزب وتل ابيب، وارتفاع احتمال حصول اشتباك امني او عسكري عند الحدود الجنوبية، في ظل تزاحم عدة عناوين قد تشكل عناوين التفجير بين الطرفين في لبنان والمنطقة.
 
لا يبدو ان حزب الله يرغب فقط في استغلال الازمة السياسية والامنية التي تصيب اسرائيل وجيشها، بل يتعامل بجدية مطلقة مع ما اعلنه نصرالله من تهديدات ضد تل ابيب في حال ذهب لبنان نحو الانهيار الكامل والفوضى الاجتماعية، ولعل الجانب السياسي في اسرائيل يقرأ “عملية مجدو” من هذه الزاوية ما يزيد احتمال حصول عمليات اخرى.
 
حتى ان نصرالله اكد في معرض حديثه قبل ايام، انه يوضح وجهة نظر الحزب من هكذا عمليات في حال حصلت في المستقبل، مؤكدا ان الحزب قد لا يعلق ما يعني ايضا انه قد لا يتبنى. لذلك فإن عملية تسخين الجبهة الجنوبية قد تدخل بشكل جدي في مسار خطير خلال الايام والاسابيع المقبلة.
 
في المقابل فإن ما يحصل في سوريا يشكل بدوره نقلة نوعية في التصعيد الذي يدخل به الاميركي كلاعب مباشر، لا سيما بعد ان استهدفت طائرة استطلاع ايرانية قاعدة جوية اميركي ما ادى الى مقتل جندي والرد الاميركي عليها بإستهداف دير الزور. حتى ان الاستهداف الاسرائيلي لمطار حلب والذي من المتوفع ان يتكرر، قد يؤدي الى ردود من الجانب السوري.
 
وبحسب مصادر مطلعة فإن الازمة الداخلية في اسرائيل، وبالرغم من انها تشغل الجبهة الداخلية، الا انها قد تشكل دافعا اساسيا لحكومة نتنياهو للذهاب نحو ضربات امنية في سوريا او لبنان لاعادة الحصول على التعاطف الداخلي وللهروب من الازمة، علما ان مثل هكذا خطوات قد تؤدي الى تدهور غير محسوب النتائج.
 
وترى المصادر ان شعور “حزب الله” بأن اسرائيل في موقع الحذر، مع ما لا يخفيه الحزب من دوافع للتصعيد، قد يؤدي الى قيامه بضربات تعتبرها اسرائيل كاسرة لقواعد الاشتباك السائدة منذ العام ٢٠٠٦، وهذا سيؤدي الى رد اسرائيلي مباشر على لبنان ورد آخر من الحزب. بمعنى اخر ان وقوع معركة بين حزب الله واسرائيل سيكون حتميا في حال حصول حسابات خاطئة من كلا الطرفين.