مع انتهاء فصل الشتاء وبداية فصل الربيع يبدو ان أزمة جديدة ستُضاف إلى سلسلة الأزمات التي يعيشها اللبنانيون وهي تتمثل في شح المياه نتيجة تراجع نسبة تساقط الأمطار بشكل ملحوظ هذا الموسم إلى ما دون المعدلات الموسمية على الرغم من ان التوقعات كانت تُشير إلى ان موسم شتاء 2023 سيكون شبيها بموسم 2022 من حيث غزارة الأمطار وتساقط الثلوج ولكن “جرت الرياح بغير ما تشتهي السفن”.
وبالتالي من المتوقع ان ينعكس هذا الأمر على حياة المواطنين اليومية في الفصول المقبلة ولاسيما في فصل الصيف ما يعني أننا سنكون أمام خطر عجز مائي في كل القطاعات التي تحتاج إلى المياه كما في حياتنا اليومية، وقد يضطر اللبنانيون إلى شراء المياه باكراً هذا العام، فما سبب شح الأمطار هذه السنة وما علاقة تغيّر المُناخ؟
يُشير رئيس حزب البيئة العالمي الدكتور ضومط كامل في حديث لـ “لبنان 24” إلى وجود اضطراب مناخي عالمي سببه تغير المناخ والاحتباس الحراري، مؤكداً ان لبنان يتأثر بشكل كبير بهذا الأمر.
ولفت إلى ان “منطقة الشرق الأوسط وعدة مناطق في العالم دخلت في إطار التغير المناخي الخطير جدا، وأضاف: “ثمة مناطق في العالم ستشهد تصحرا وامتدادا لكتل هوائية حارة في حين سنرى في مناطق أخرى كتلا هوائية مُشبعة بالأمطار وسيولا جارفة وأمطارا غزيرة وفيضانات، ولكن نأمل في ان يكون هناك استراتيجيات للاستفادة من المُتساقطات المائية والثلوج لأن الشعوب في تزايد والمناطق الزراعية أصبحت حاجة كبيرة والمياه الجوفية أصبحت بخطر”.
وقال ضومط: “في العام الماضي شهدنا في لبنان تساقط كميات أكبر من الثلوج على المرتفعات الغربية لسلسلة جبال لبنان الغربية في حين لم تشهد سلسلة جبال لبنان الشرقية هذه النسبة”، واصفاً الأمطار التي تساقطت هذه السنة بـ “غير الاعتيادية” كما ان الثلوج لم تكن كافية ما يُنذر بأزمة مياه في فصل الصيف، داعياً إلى إدارة الملف المائي علميا وضمن استراتيجية واضحة.
وتابع: “معظم المياه الجوفية في لبنان أصبحت مكبات شرعية للصرف الصحي ومن دون أي ضوابط”، مطالبا بإيلاء دور أكبر للسدود التي أنشئت في لبنان لأننا بحاجة لها بشكل كبير، بحسب رأيه.
وحذر ضومط من ان “ما يُهدد لبنان بيئيا في هذه المرحلة هي مياه الري والصرف الصحي ومياه المجارير الموجودة في المياه الجوفية والينابيع إضافة إلى الأنهار الملوثة وفي مقدمتها نهر الليطاني والتي اختلطت المياه فيها بكميات ضخمة من الصرف الصحي”.
واعتبر ان “هذه الكارثة الكبرى هي أخطر ما نعيشه حاليا في لبنان لأن المياه الملوثة تدخل إلى منزل كل لبناني وانتقلت إلى المزروعات والأطعمة وبالتالي يجب معالجة هذه المشكلة وإيجاد خطة لأنها تتفاقم من عام إلى آخر ونحن وصلنا اليوم إلى مرحلة خطيرة جدا”.
خطر الزلازل على لبنان
بعد وقوع زلزالي تركيا وسوريا في شباط الماضي، حذر كامل في عدة أحاديث صحافية من “كارثة كبرى” جراء تراجع مياه البحر المتوسط ما يعد خطرًا جدًا على تحركات الصفائح التكتونية في منطقة وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى وقوع زلازل.
وفي هذا الإطار، يعتبر كامل ان “سبب الزلازل التي شهدتها المنطقة والعالم مؤخرا هو دخول “المذنب الأخضر” مجال المجموعة الشمسية”، لافتا إلى ان “قلة من الأشخاص على دراية بمدى تأثير هذا الموضوع وحركة الجاذبية بين الكواكب وتأثير المذنبات على الصفائح التكتونية وتحركاتها”.
وشدد على ان “الهزات والزلازل الأخيرة التي تنوعت درجاتها ما بين مدمرة إلى متوسطة إلى خفيفة حصلت جراء دخول المذنب الأخضر مجال المجموعة الشمسية ما أثّر بشكل خطير على كوكب الأرض”، وطمأن إلى ان هذا المذنب غادر المجموعة الشمسية في 15 آذار الحالي”.
وجدد كامل التأكيد ان اليوم ليس من داع للخوف من وقوع زلازل في لبنان، قد نشهد هزات بسيطة ولكن يمكن القول اننا أصبحنا اليوم في مرحلة الأمان”، بحسب تعبيره.
هل يؤيد نظرية العالم الهولندي؟
يُشير كامل إلى ان “العالم الهولندي فرانك هوغربيتس يعتمد في توقعاته على حركة الكواكب وجاذبيتها وتأثيرها على سطح الأرض وهو يُصيب أحيانا في البعض منها”، ولفت إلى انه عبر التاريخ يتم رصد حركة الجاذبية بين الكواكب وما شهدناه مؤخرا من زلازل وهزات سببه دخول “المذنب الأخضر” المجموعة الشمسية وعندما تدخل المذنبات مجال المجموعة الشمسية تؤثر سلبا من خلال إمكانية حصول زلازل وهزات أرضية وفيضانات وأمطار غزيرة وكوارث.