تتجه الانظار الى “يوم الصلاة والتأمل”، الذي دعا اليه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي النواب المسيحيين في بيت عنيا- حريصا في 5 نيسان المقبل.وفي هذا الاطار كتب محمد علوش في”الديار”: ليس من السهل على القوى السياسية المسيحية رفض دعوة بكركي للصلاة والتأمل، لذلك كان خيار الأغلبية بالمشاركة ولو عن غير قناعة، فالكل يعتبر أن الصلاة إيجابية، ولو أن الملف الرئاسي لا يحتاج الى الصلاة بقدر ما يحتاج الى اتفاق سياسي شامل وكامل، لكن ماذا لو فُتح الملف الرئاسي خلال خلوة الصلاة، ولم يتم التوصل الى نتيجة؟
بات معلوما الإيجابيات التي يبحث عنها “التيار الوطني الحر” من أي لقاء في بكركي، وأهدافه الخاصة من هكذا لقاء، كذلك موقف “القوات اللبنانية” وكيف أفشلت حوار بكركي لعدم منح جبران باسيل ما يُريده بشكل مجاني، وبحسب مصادر متابعة للقاء الصلاة، فإن دعوة البطريرك مشكورة وإيجابية، لكنها تحمل مخاطر أيضاً.
من المخاطر التي تقصدها المصادر، هو طرح الملف الرئاسي للبحث أو التشاور أمام المشاركين بالصلاة، دون الوصول الى أي نتيجة، فهذا الأمر سيضر الموقف المسيحي بشكل كبير، على قاعدة أن عدم الاجتماع أفضل من اجتماع دون نتيجة، لذلك قد تتعقد الأمور والعلاقات بين المكونات المسيحية، وهذا ما يدركه البطريرك، الذي تؤكد اوساطه بشكل دائم، أن الدعوة للصلاة محصورة بالتأمل والدعاء فقط، ولا علاقة إطلاقاً بين الدعوة وبين مبادرة بكركي الرئاسية.
ورغم ذلك، لا ترى المصادر أن جمع النواب المسيحيين في مكان واحد، في ظل فراغ رئاسي كبير وتوترات سياسية ذات طابع طائفي، يمر دون حديث سياسي، وهنا تعوّل بكركي على تجربة “التوقيت”، علّها تبدل في طريقة تعاطي القوى المسيحية بعضها مع بعض.
لا تنتهي المخاطر هنا، تضيف المصادر: “لنتخيل مثلاً لألف سبب وسبب ان اللقاء انتهى الى اتفاق على اسم مرشح للرئاسة، فهل نصبح أمام مرشح مدعوم من المسيحيين بمواجهة مرشح مدعوم من المسلمين؟
لا شكّ أن بكركي سعيدة باستجابة غالبية النواب المسيحيين للقاء الصلاة، وتطلب دائماً ألا يُحمّل اللقاء ما لا يحتمل، لكن في لبنان تنخر السياسية كل شيء، حتى الصلاة، وبالتالي سيكون لدعوة 5 نيسان تأثيرات سياسية. إيجابية أو سلبية؟ سننتظر.وكتب علي ضاحي في” الديار”:في حين تجزم اوساط كنسية مقربة من بكركي ان الراعي لن يبحث الاستحقاق الرئاسي، او يمتلك خطة عمل او ورقة سياسية للقاء، تؤكد ان الكنيسة تعوّل على اللقاءات الجانبية بين ممثلي الكتل، وهذه فرصة لاعادة التواصل و”كسر الجليد”. وتشير الاوساط الى انه حتى الساعة لم تتبلغ بكركي اي تخلف عن الحضور او عدم مشاركة في اليوم الروحي، باستثناء ما اعلنه النائبان الياس بو صعب وبولا يعقوبيان عبر الاعلام.وعن اتصالات الراعي الرئاسية داخلياً وخارجياً، تكشف الاوساط ان لقاءاته الثنائية لم تنقطع مع القوى السياسية والحزبية والنيابية الاسلامية والمسيحية، وهو ثابت على موقفه لجهة التمسك بمواصفات الرئيس الوطني والجامع، ولم يتطرق الى اي اسم او مرشح ولا يعتزم ذلك. وتشير الاوساط الكنسية الى انه سمع من كل السفراء الذين زاروه اخيراً، من السفيرة الاميركية والفرنسية والسفير السعودي وغيرهم، ان ليس هناك من اسماء محددة او وجود “فيتوات” على اسماء بعينها، بل هناك اصرار على “لبننة الاستحقاق”، وهذا ما يراه البطريرك ضرورياً اذا ما صفت النيات.وعن عدم لقاء الموفدة الاميركية باربرا ليف اي شخصية مسيحية كنسية او سياسية او نيابية او حزبية، واكتفائها بلقاء الرئيسين بري وميقاتي وعدد من النواب السنة، تؤكد الاوساط ان ليس لديها علم بالقصد الاميركي، وهذا لا يعني موقفاً سلبياً من المسيحيين، بقدر ما هو البحث عن الحلول عند الآخرين. فمن يعطل الاستحقاق هو من يتمسك بمرشح محدد من دون سواه، ولا يذهب الى التوافق على اسماء بديلة، ونحن نعتقد ان الكرة في ملعب الجميع للتوافق.