كتب ابراهيم ناصر الدين في” الديار”: هل انتهت الازمة بالتراجع عن قرار “التوقيت”؟ لا يبدو ذلك بحسب مصادر سياسية بارزة، التي لفتت الى ان الاجتماع الثلاثي بين ميقاتي ورئيسي الحكومة السابقين تمام سلام وفؤاد السنيورة، ناقش بعمق هذه المسألة الجوهرية التي لا يجب المس بها بحسب المجتمعين، الذين هالهم كل هذا التجرؤ في استخدام لغة مذهبية وطائفية على قرار اداري قانوني يمنحه الدستور لرئيس الحكومة بعد اتفاق الطائف. وكان واضحا من خلال اجواء المجتمعين وجود خلل واضح لدى القيادة السنية، يجب العمل على حله سريعا، بعدما تحول المركز الثالث في الدولة الى “مكسرعصا” من قبل بعض من يريد اعادة عقارب الساعة الى الوراء، والبحث مجددا في اعادة صياغة جديدة للدستور تنال من التعديلات الجذرية على صلاحيات الحكومة ورئيسها. وباتت القناعة واضحة بان ثمة من يحاول وضع “العصي” في”الدواليب”، كي تخرب الامور لاعادة انتاج صيغة جديدة على انقاض الطائف، وهو امر غير مقبول سنيا. لكن السؤال المركزي بقي حول القدرة على الوقوف في وجه هكذا مشروع تشعر القيادات السنية ان الجميع يتواطأ لتمريره!
النقاش انتهى خلال اللقاء بخلاصة مفادها عدم الرضوخ للضغوط او تعريض مقام رئاسة الحكومة للوهن، بل الاستمرار في تحمل المسؤوليات الدستورية، وعدم التفريط باي صلاحيات يمكن ان يبني عليها الآخرون في وقت لاحق، للمس بمؤسسة مجلس الوزراء وصلاحية رئيس الحكومة.واذا كان السفير السعودي الوليد البخاري لم يحمل الى السراي اي جديد رئاسي، فقد خصص جزءا من اللقاء لنقاش ما شهدته البلاد من انقسامات ومناوشات طائفية. وعلم في هذا السياق، ان الديبلوماسي السعودي لم يكن مرتاحا وازعجه ما جرى، خصوصا لجهة التصويب على صلاحيات رئيس الحكومة، وجدد تمسك بلاده بالطائف كما هو ودون تعديل يذكر، وقد هاله كلام بعض الشخصيات من حلفاء المملكة التي تقول في العلن شيئا وفي السر تضمر شيئا آخر! ووفقا للمعلومات، وعد البخاري بالعمل على تزخيم النقاش مع القيادة السعودية حول ترتيب الملف السني، تحت عنوان الحفاظ على التوازنات الحالية في توزيع السلطات السياسية.لكن في المقابل، لا تبدو المخاوف المسيحية اقل من تلك السنية، ورد الفعل العنيف على قرار”التوقيت” الذي لم يبدده اتصال ميقاتي بالبطريرك بشارة الراعي الذي اعلن عدم الالتزام بالقرار، يدل على وجود شعورعام بان المسيحيين “مهمشون” من دائرة القرار، وثمة محاولات لتجاوزهم حتى في امور لا تعتبر اساسية،وكان واضحا ان هذا الاحتقان كبر بعد تبني الفرنسيين لمقترح “المقايضة” بين فرنجية ونواف سلام، وتجاهلها اعتراضات اكبر كتلتين مسيحيتين في مجلس النواب، ثم تجاهل مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف خلال زيارتها لبيروت لقاء القيادات المسيحية. كل تلك التطورات زادت الاحتقان، وجاء التعبير عنها في ازمة “الساعة”.