فرنجية ينجو بنفسه من ورطة سياسية!

30 مارس 2023
فرنجية ينجو بنفسه من ورطة سياسية!


سجّل رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية هدفًا سياسياً جديدًا في مرمى القوى المسيحية التي تعارض وصوله الى رئاسة الجمهورية، وذلك خلال “حفلة الجنون” التي حصلت مؤخراً والمرتبطة بالتوقيت الشتوي والصيفي، إذ إن فرنجية نجا بنفسه من أي سجال سياسي وإعلامي متطرّف في لحظة الغليان السياسية التي حاول خصومه جرّه اليها.

مما لا شكّ فيه أن توجّه “التيار الوطني الحرّ” نحو التصعيد في الخطاب وحرفه الى مستوى طائفي، كان يهدف أيضاً لإحراج فرنجية ووضعه أمام خيارين؛ إما الصمت، والظهور أمام الرأي العام المسيحي بمظهر المهادن للشريك المسلم، او الدخول في خطاب مماثل يشبه المزايدة على “الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، الامر الذي من شأنه أن يشدّ من حوله العصب المسيحي ويظهره بالمقابل أمام حلفائه كصورة منسوخة عن باقي القوى المسيحية الاخرى، وبالتالي يصبح التفاهم مع قوة مسيحية أخرى تملك كتلة نيابية وازنة مُربحاً اكثر، لطالما توحّد الخطاب المسيحي في أزمة أراد البعض أن يعطيها طابعاً طائفياً في حين أنها كانت بعيدة كل البعد عن “الزكزات” التي صوّرها هؤلاء، وأسهبوا في إشعال فتيل التوتّر والغليان.لكن فرنجية يدرك جيداً أن تماسك واقعه الشعبي يقوم بشكل أساسي على خطابه الوطني والعروبي، لذلك فهو لم يتورّط بـ”تصفية الحسابات” ولم ينجرّ الى أي سجال طائفي. كما أن فرنجية ليس بغريب عن الحسابات السياسية ونقاط القوة والضعف، ويعلم بأن نقاط قوته تتركّز حول حاضنته الوطنية التي تدعمه للوصول الى قصر بعبدا. لذلك بدا واضحاً أنه اختار الحياد وفضّل عدم الدخول في “المهاترات” الحاصلة.وفي مقابل تقدّم فرنجية التكتيكي على باقي القوى المسيحية، تمكّن كل من “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” من إيصال رسالة لفرنجية مفادها بأن الفريقين قادران، إذا ما اتّحدا معاً، على عرقلة وصوله الى سدّة الرئاسة أو، في احسن الاحوال، تأخير وصوله الى بعبدا.لذلك، فإن على فرنجية، وفق الرسالة العونية – القواتية غير المنسّقة، التواصل مع أحدهما او الانسحاب من السباق الرئاسي، لأنه إن لم تكن القوى المسيحية قادرة على إيصال مرشّح اخر، فإنها تستطيع منع فرنجية من الفوز في الانتخابات الرئاسية.