التقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في بيت الكتائب المركزي بالصيفي، الموفد القطري الى لبنان وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية الدكتور محمد عبد العزيز الخليفي، وجرى عرض لآخر المستجدات على الساحة اللبنانية وفي المنطقة، بالإضافة إلى ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان.
وحضر اللقاء سفير قطر في لبنان إبراهيم بن عبد العزيز السهلاوي، الشيخ محمد بن عبد العزيز آل ثاني، مشعل بن محمد الكواري، فيصل بن راشد النعيمي، جاسم بن محمد الاصمخ وفهد بن خالد المسلم، الى نائبي كتلة الكتائب الدكتور سليم الصايغ والياس حنكش، الوزير السابق الدكتور الان حكيم ومنسق العلاقات الخارجية في الحزب مروان عبدالله.ولفت بيان للكتائب الى أن “اللقاء شدد على ضرورة انتخاب رئيس للبنان في اسرع وقت ممكن، يكون قادرا على معالجة كل الملفات، السياسية والاقتصادية والمالية، واعادة انتظام علاقات لبنان مع اصدقائه في العالم العربي والعالم. وقد شكر رئيس الكتائب للموفد القطري الجهود التي تبذلها بلاده في مساعدة لبنان على الخروج من محنته، مشددا على متانة العلاقات بين البلدين”.وأشار الجميل في مؤتمر صحافي بعد اللقاء، الى أن “السلطات الرسمية ليست على قدر الارتباط العضوي بين لبنان والدول العربية”، وقال: “لدينا 400 ألف عائلة في دول الخليج لجأوا إليها لتأمين مستقبل لأولادهم”.اضاف: “لبنان بحاجة اقتصاديا لدعم الدول العربية لمساعدته على الوقوف مجددا على رجليه، كما أن الصادرات اللبنانية يجب أن تكون إلى السوق العربية فمن دونها لن نتمكن من تصريف المنتجات”.وتابع: “نحن بحاجة الى كمية هائلة من الاستثمارات في كل القطاعات من الطاقة للمياه والاتصالات والبنية التحتية ولبنان يحتاج الى الدعم العربي، مثمنًا الموقف العربي تجاه لبنان وتمسّكه بلبنان سيّد مستقل وبدولة القانون خصوصًا في ظل النهضة الحاصلة في الدول العربية على صعيد الإصلاح السياسي ومحاربة الفساد والنمو، مضيفًا: “لبنان يجب أن يلحق بهذه المعايير لأنها باتت أعلى بكثير من المعايير اللبنانية، فقد كان لبنان مقدامًا ومثالا لكيفية ادارة الدول وأصبحنا اليوم في المقعد الخلفي على الصعيد العربي”.وقدر الجميل “موقف قطر والسعودية ودفاعهما عن لبنان السيد المستقل والمتطور”، معتبرا أن “موقفهما مهمّ حيث نرى محاولات وضع يد على البلد وإبقاء لبنان بحالة اهتراء”.ولفت الى أن “الوفد القطري يستمزج الآراء ولم يكن هناك مبادرة أو اقتراح بل استماع ومحاولة فهم الواقع اللبناني”، مشيرا الى أنهم “يضعون انفسهم بتصرف لبنان لمساعدته وبتنسيق تام مع السعودية ودول الخليج المتحدة بالموقف”، وقال: “أبدينا انفتاحنا ومستعدون لأي تفصيل وشرح لموقفنا”.وأكد “تحديد الثوابت وعدم القبول برئيس خاضع لإرادة السلاح ويُبقي لبنان معزولا عن محيطه العربي والمجتمع الدولي أو رئيس لا يفهم بالاقتصاد والإصلاح وإنقاذ لبنان من الكارثة التي يتخبّط فيها”.وقال: “يجب أن يكون هناك دفتر شروط للرئيس المقبل، فالمطلوب رئيس متمسك بسيادة لبنان واستقلاله ومستعد لتطبيق الدستور ويقول نعم عندما يتطلب الموقف ذلك، ويقول لا عندما يتطلب الموقف ذلك، ورئيس قادر على إعادة ربط لبنان بمحيطه العربي والأجنبي”.أضاف: “مطلوب لرئاسة الجمهورية شخصية قادرة على التواصل وتوحيد اللبنانيين وتملك ثقتهم لأن المطلوب من الرئيس إجراء حوار جدي داخلي لإعادة جمع اللبنانيين تحت سقف المؤسسات والدستور والسيادة والتطور الاقتصادي، وانطلاقا من هذه الثوابت نبحث عن الأسماء وأي رئيس غير قادر على السير بهذه النقاط لن ندعمه وأي رئيس لديه المؤهلات للسير بهذا المشروع مستعدون لدعمه”.وحذر من أن “عامل الوقت داهم، فكل يوم يمر يخسر لبنان قدرته على إعادة النهوض ونصرف كمية هائلة من الأموال لتهدئة سعر الصرف وكل من يساعد بوقف وضع اليد على الحالة اللبنانية مستعدون للتعاون معه”.وعن طرح العماد جوزاف عون، قال الجميل: “لم يُطرح علينا ولم تطرح أسماء بالمطلق”.وشدد على ان “هناك موقفا واضحا عبرت عنه المملكة وقطر من إنهم غير مستعدين للتعاون مع رئيس لا يملك المواصفات الأساسية، أي الالتزام بدولة القانون والنزاهة والانفتاح، أي شخصية إصلاحية”.وسأل الجميل ردا على سؤال: “من قال إن هناك مبادرة فرنسية باتجاه سليمان فرنجية؟”. وقال: “لقد دعيت 10 مرات الى باريس واجتمعت مع باتريك دوريل 20 مرة، والفرنسيون يجتمعون مع الكل ويحاولون إيجاد حلول ولا بد من تحديد مواصفات واضحة لأننا لن نقبل برئيس كيفما كان ولن نتعاطى بخفة مع ملف سندفع ثمنه لـ 6 سنوات”.اضاف: “مع محبتنا لكل الشخصيات الذين نعزّهم ونجلّهم إنما قبل صدور موقف علني وبرنامج واضح لا يمكن ان نصوّت لمجهول”.وتابع: “سليمان فرنجية ينتمي الى محور 8 آذار وهو حليف للنظام السوري وقد جرّبنا الضمانات في 2006 وفي الدوحة و2016 مع الرئيس السابق ميشال عون ورأينا إلى أين أوصلتنا، وبرأيي كل الوعود بيع سمك بالبحر وما يهمنا هو الضمانات المنوطة بالشخص الذي سننتخبه”.وردا على طرح رئيس من 8 آذار ورئيس حكومة من 14 آذار، سأل: “هل يمكن الضمان ان رئيس الحكومة باق وإن قبلوا برئيس من 8 آذار ورئيس حكومة من 14 آذار فأين ذهبوا برئيس المجلس أم أنه لا يمكن لأحد الحديث عنه؟”.ووصف الجميل هذا الكلام بأنه “مهين للبنانيين والمسيحيين وكأن الرئيس المسيحي الماروني يجب ان يكون دائماً تحت مظلة حزب الله”.وختم بالقول: “نتمنى أن يبقى فرقاء المعارضة “بلوك واحد” وجميعنا نتواصل مع بعضنا البعض، وأيضاً نُرحّب بالموقف الذي يأخذه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عبر التباعد الذي يأخذه عن حزب الله وهذا يساعد لإيقاف تمرير ما يتم تمريره اليوم، ونعمل للدفع باتّجاه هذا المنطق من أجل حماية المؤسسات، الرئاسة وسيادة لبنان واستقلاله”.