كتب نقولا ناصيف في” الاخبار”: ما سمعه المسؤولون اللبنانيون من مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى بربارا ليف تركز على الآتي:لم تسهب خلافاً للمتوقع في الحديث عن انتخابات الرئاسة اللبنانية. استعادت اللازمة الأميركية الدائمة وهي أن واشنطن مع انتخاب رئيس في أسرع وقت، يليه تأليف حكومة ثم مباشرة الإصلاحات وخصوصاً تطبيق البرنامج المقترح من صندوق النقد الدولي، وتضيف: ساعدوا أنفسكم كي نساعدكم. إلا أنها أكدت أن لا مرشح لإدارتها ولا تريد تنكّب أي من المرشحين على أكتافها. تنتظر انتخاب الرئيس أياً يكن فحسب. تحدثت عن الاتفاق السعودي – الإيراني برعاية الصين، وكشفت لمحدثيها اللبنانيين أن واشنطن أخذت علماً من الرياض بحصول التوقيع على الاتفاق قبل وقت قصير فقط من احتفاليته، من غير أن تحدد المدة القصيرة التي مكّنتها من الاطلاع عليه: ساعات قليلة أم أكثر بقليل؟ استنتاج المستمعين إلى ليف أن إدارتها فوجئت بالاتفاق قبل أن تبادر الزائرة إلى القول إنها ترحب به، بيد أنها طرحت علامة استفهام حيال استعداد إيران لالتزامه. أوردت شكوكاً حيال الجمهورية الإسلامية على أنها الجهة المتأهبة للإخلال به. مع ذلك لمس محدثو ليف وقْع مفاجأة الاتفاق السعودي – الإيراني برعاية صينية خصوصاً. للمرة الأولى تُتخذ مبادرة بالغة الأهمية في حجم ما حصل في الصين قلبت الأوضاع الإقليمية رأساً على عقب، تقدم عليها الرياض من دون تنسيق مسبق، لوقت طويل على الأقل، مع واشنطن التي بات من السهل سماع ديبلوماسييها يقولون إنهم لم يعودوا يفهمون لغة المملكة ويتعاملون مع جيل لا يشبه أسلافه ويغامر بالخطوط الحمر.
في ما تحدثت عنه ليف سورياً، أن لا فيتو أميركياً على عودتها إلى الجامعة العربية. بيد أنها طرحت شرطين اثنين يقترنان بها: أولهما أن ينجم قرار العودة عن موقف عربي مشترك موحد بحيث يعيد العرب جميعاً، وليس بالمفرّق على نحو الخطوات المجتزأة أخيراً، سوريا إلى الجامعة العربية. ثانيهما أن لا تكون العودة هذه مجانية بل جزء من تفاهم ينطلق من التحقق مما يمكن أن تقدمه سوريا إلى العرب كي يرجعونها إليهم. بحسب ما استخلصه المصغون إلى ليف، إن ما تحتاج إليه المملكة من سوريا وقف تهريب الكبتاغون إلى أراضيها بعدما ذكرت تقارير ديبلوماسية وأمنية أن تجارة هذه السلعة على الأراضي السورية موزعة بين مناطق النظام وتلك الخارجة عليه بلغت رقماً مفزعاً، هو 57 مليار دولار سنوياً تديرها شبكات يتواطأ فيها أطراف في النظام ولدى مناوئيه ويستفيدون منها جميعاً بحيث أضحت سوريا مصنعاً ومعبراً للسلعة.في المقابل يتوخى الأميركيون من التنازل المطلوب لعودة سوريا إلى العرب تقليصها النفوذ الإيراني على أراضيها.
مع أن واشنطن تتحدث باستمرار عن إصلاحات جوهرية للانتقال بنظام الرئيس بشار الأسد من استبدادي إلى ديموقراطي، إلا أن المعضلة الإيرانية هي الأكثر اهتماماً لديها. وجهة النظر السورية المعاكسة تربط تقليص التأثير الإيراني بانسحاب القوات الأميركية من الأراضي السورية، في موازاة مهمة مكملة تتولاها روسيا لدى تركيا لسحب هذه قواتها من الشمال السوري.ما يريده الأميركيون من قمة الرياض إقران الموافقة على عودة سوريا إلى الجامعة العربية بموافقة هذه على ما يقتضي أن يتضمنه بند في البيان الختامي وهو التزامها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالحرب السورية.
لم ترمِ زيارة ليف بيروت إلى حمل أي أفكار جديدة مقدار ما رغبت، كما في جولتها على مصر والأردن وتونس، في استطلاع ردود الفعل على الاتفاق السعودي – الإيراني. قللت اهتمامها بالإصغاء إلى الأفرقاء المسيحيين فتجنبت الاجتماع بهم. لم ترد الاجتماع برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من دون سواه، فيما يحظر قانون بلادها لقاء رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل المعاقب من حكومتها. طرح اقتراح وفد مشترك من الكتل المسيحية تجتمع بهم، إلا أن تلك أحجمت مفضلة لقاءات منفردة. لم يكن لدى الديبلوماسية الأميركية ما تدلي به أ
