جولة استطلاعية رئاسية وتجديد الدعم القطري

4 أبريل 2023
جولة استطلاعية رئاسية وتجديد الدعم القطري


بدأ وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية، محمد بن عبد العزيز الخليفي، جولة استطلاعية في بيروت تمتدّ لأيام وتشمل العديد من الشخصيات والزعامات اللبنانية، وسط أجواء الترقب لنتائج لقاءات باريس التي عقدها الوزير السابق سليمان فرنجية، وما سيكون عليه الموقف السعودي في ضوئها.

 
 
وقالت مصادر مطلعة على لقاءاته لـ«الشرق الأوسط»، إن الاستحقاق الرئاسي كان محور اجتماعات الوزير القطري، لكن لا يمكن الحديث عن مبادرة رئاسية، لا سيما أنه لا يحمل طرحاً جاهزاً، بقدر ما هي زيارة استطلاعية لمواقف الأفرقاء قد تكون تمهيداً لخطوة ما في المرحلة المقبلة، معتبرة أن «الملف الرئاسي وضع على المسار الصحيح والأجواء أفضل من السابق، ما قد يساهم في التوصل إلى نتائج معينة».
 
 
وكتبت” النهار”: الانطباعات زادت ترسخا حيال عدم حصول أي تطور جدي او معطيات جديدة عقب زيارة رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لباريس في نهاية الأسبوع الماضي بسبب الجولة التي بدأها امس وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي في بيروت والتي عكست ضمنا ان قطر ما كانت لتتحرك للحض على تسوية لو كانت معطيات جديدة طرأت على التحرك الفرنسي. ووسط معطيات اولية عن احتمال ان يكون الموفد القطري نقل اقتراحات جديدة وجال بها على المسؤولين تبين ممن التقاهم انه لم يخض ابدا في موضوع أسماء المرشحين وان مهمته تعكس التقاء ثابتا مع موقف الدول المعنية لجهة التشديد على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية يلتزم العملية الإصلاحية وان موقف قطر الداعم للبنان ينطلق من التزام انجاز الإصلاحات. وفي تصريح تلفزيوني مقتضب قال الخليفي ان زيارته للبنان تاتي في اطار تعزيز العلاقة الثنائية بين قطر ولبنان وتطويرها على كل الصعد ونحن حريصون على مد يد العون والمساعدة للاشقاء في لبنان واكد ان العمل ضمن المنظومة الدولية هو ركيزة أساسية ضمن استراتيجية قطر وسياستها الخارجية وان مشاركتها في اجتماع باريس كانت مهمة جدا واهم النتائج التي خرجت عن لقاء باريس هي حث المسؤولين على ملء الفراغ الرئاسي. وحض “الاشقاء في لبنان على تغليب لغة الحوار والمصلحة الوطنية “.
 
وكتبت” الاخبار”: اذا كانَ من المُبكِر الإحاطة بأبعاد الزيارة، فإن الثابت الوحيد الذي يُمكِن استخلاصه من المباحثات، هو محاولة قطر تكريس دورها المحوريّ كعرّاب لتسويات رئاسية، تكراراً لتجربة العام 2008 التي أدّت إلى انتخاب قائد الجيش السابق ميشال سليمان رئيساً للجمهورية.
وأشاعت زيارة الوزير القطري انطباعات بإمكان حمله معطيات أو اقتراحات معيّنة للمساهمة في إنهاء الفراغ، في ظلّ إشاعات عن أن «الخليفي حاول تسويق اسم قائد الجيش جوزيف عون، بشكل غير مباشر»، وأن زيارته هذه «تأتي في إطار جسّ نبض القوى السياسية في حال ترشيح عون»، ربطاً بالحراك الذي قامت به الدوحة قبلَ شهور بدعوة عون إلى قطر، والنقاش معه في أمر ترشيحه، فضلاً عن محادثات بين مسؤولين قطريين ورئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل لمحاولة إقناعه بعون.
 
 
في المقابل، أكّدت مصادر سياسية لـ «الأخبار» أن «الخليفي لم يدخل في لعبة الأسماء، لكن كان واضحاً من خلال كلامه مع من التقاهم، أنه يجري جولة استطلاع، استعداداً لحجز دور قطري ما لم تتضّح صورته بعد، بخاصّة أن قطر تتصدّر قائمة الجهات الداعمة للبنان من خلال تقديم مساعدات في غالبية المجالات، لا سيما الطبية، إلى جانب المساعدات المالية والعسكرية المقدمة للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الأخرى». ونفت المصادر ما قيلَ عن «محاولة الموفد القطري استبعاد اسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من قائمة المرشحين، لكنه حتماً لا يملك مشروعاً رئاسياً مستقلاً عن المملكة العربية السعودية، وكل كلامه يبقى ضمن الكادر السعودي والكلام الديبلوماسي الذي قاله الممثل القطري في باريس خلال الاجتماع الخماسي، إلا أن القطري يملِك قدرة على التحرك بهامش أكبر باعتبار أن لديه مساحة حركة أوسع مع الأطراف المؤثرين خارجياً وداخلياً».
 
وكتبت” نداء الوطن”: بدا ان وهج المشاورات الخاصة بالاستحقاق الرئاسي عاد الى المضمار القطري، بعدما استأثرت به منذ أسابيع باريس وتحديداً منذ اللقاء الخماسي في السادس من آذار الماضي. وإذا كان المسؤول القطري ، قد مثّل بلاده في اللقاء الخماسي، فهو واصل مهمته في لبنان إنطلاقاً من موقع الدوحة إقليمياً ودولياً، بدليل ان لبنان كان في الملف الذي حمله اخيراً الى طهران قبل وصوله الى بيروت.المعطيات التي توافرت حول اليوم الاول من لقاءات وزير الدولة القطري، بيّنت انه أصغى ملياً لمن التقاهم وهم يوضحون موقفهم من المرشح المطلوب وصوله الى قصر بعبدا. وفي جردة اولية تبيّن ان كفة الميزان رجحت في غير صالح مرشح الممانعة فرنجية، علماً ان الكلمة النهائية لهذا الفريق سيقولها اليوم رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد عندما يستقبل الخليفي في مقر الكتلة في حارة حريك. لكن ما سيقوله رعد امام الزائر القطري لن يخرج عما قاله نائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم اخيراً من ان “لدى الحزب ثلاثة مرشحين: الاول والثاني والثالث سليمان فرنجية”.
 
 
وجاء النبأ الذي بثته المؤسسة اللبنانية للارسال مساء امس حول لقاءات من المفترض ان فرنجية قد اجراها ليل امس مع مسؤولي “حزب الله” ، ليشير الى ان الامين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله قد إستضاف مرشحه للرئاسة الاولى ليكون هو اللقاء الاول من نوعه بعد اعلان الحزب تبني ترشيح فرنجية إثر ترشيح مماثل من الرئيس نبيه بري.
في انتظار الجوجلة النهائية لنتائج زيارة المسؤول القطري بعد اختتامها اليوم، لوحظ ان لقاء الخليفي مع قائد الجيش العماد جوزف عون، وهو المسؤول الامني الوحيد الذي وضع الخليفي اللقاء به على جدول مشاوراته، تقرر ان يتميّز بنكهة خاصة إبتعدت عن البروتوكول كما كان مع سائر من اجتمع بهم الاخير من المسؤولين والقيادات.
 
 
وكتبت” اللواء”: جال الخليفي على القيادات السياسية والروحية، ناقلاً تضامن ودعم قطر للبنان واستمرار وقوفها الى جانبه، وحث المسؤولين والقيادات السياسية على سرعة انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وإجراء الاصلاحات اللازمة، لفتح الباب امام دعم لبنان من الدول الشقيقة والصديقة.
وافادت المعلومات ممن التقاهم، ان الخليفي لم يطرح اي مبادرة او مقترحات او اسماء معينة للرئاسة برغم التسريبات عن دعم قطر لقائد الجيش، بل كان مستمعاً اغلب الوقت، وجرى تبادل الاراء في البرنامج الذي يفترض ان يحمله رئيس الجمهورية لا سيما لجهة تحقيق الاصلاحات والعودة الى الحضن العربي. فيما كان هناك لدى الكتائب شرط ان يكون «رئيساً سيادياً».
ورأت المصادر ان جولة الخليفي قد تفتح الباب لاحقاً لمبادرة قطرية وربما بالتنسيق مع السعودية والادارة الاميركية، في محاولة لتحقيق توافق لبناني حول مرشح رئاسي او اكثرمن واحد.
 
 
 
وكتبت” الديار”: الدخول القطري على خط الاستحقاق الرئاسي، عبر موفد الدوحة الى بيروت ليس حاسما، ولكنه ليس تفصيلا صغيرا، لانه يندرج في اطار حراك ديبلوماسي «استطلاعي» عربي، يهدف الى الوصول الى مخرج للمأزق الحالي، عبر القنوات المفتوحة بين الدول الخمس، والتي اصبحت زائدا واحدا بعد الاتفاق السعودي- الايراني.
واذا كانت النتائج غير واضحة حتى الآن بسبب غموض «الصفقة» المفترضة، وعدم نضج «الطبخة» بعد، الا ان ثمة شيئا تحرّك، ويبنى عليه للمرحلة المقبلة، بحسب مصادر ديبلوماسية ، التي لفتت الى ان باريس لا تتحرك من «فراغ»، ولا تزال تلعب دور «رأس الحربة» في الملف اللبناني برضى اميركي واضح وتسليم سعودي بقيادتها، اقله لتفكيك «الالغام» في مرحلة غربلة الاسماء الرئاسية، وتأمين الضمانات اللازمة للبدء بمرحلة وضع التفاهمات على «الطاولة».
 
وكتبت” الديار”: لم يحمل وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي اي اقتراحات رئاسية ملموسة، وانما اجرى جولة استطلاع او استمزاجا لرأي القوى السياسية في «الوقت الضائع»، بانتظار تبلور الافكار الفرنسية – السعودية الى خلاصات محددة، وهو آثر «الصمت» خلال لقاءات تنتهي اليوم بمروحة واسعة شملت مختلف القوى السياسية.
 
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي شدد خلال الاجتماع مع المسؤول القطري على «العلاقات الوطيدة التي تربط لبنان وقطر على المستويات كافة»، مشيداً «بالمساهمات القطرية في مساعدة لبنان على الصعوبات التي يمرّ بها سياسياً واقتصادياً». وجدّد «التقدير لدعم قطر الجيش في هذه المرحلة العصيبة بما يمكّنه من القيام بمسؤولياته». كما عرض رئيس الحكومة الوضع الراهن في لبنان والجهود التي تبذلها حكومته في معالجة الملفات الطارئة، وفق ما يتيحه الدستور في مرحلة تصريف الأعمال. وجدّد التأكيد أنّ «مدخل الحل للأزمات التي يعاني منها لبنان يكمن في انتخاب رئيس جديد في أسرع وقت».
 
 
وأشارت مصادر «البناء» الى انّ زيارة الموفد القطري تأتي في سياق اهتمام قطر بالوضع في لبنان وباتخاذ الإجراءات والقرارات لتعزيز الاستقرار السياسي والأمني في لبنان من خلال إنجاز الاستحقاقات الدستورية لا سيما رئاسة الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة لإقرار الإصلاحات السياسية والمالية والاقتصادية لوضع خارطة النهوض الاقتصادي بدعم أصدقاء لبنان من الدول العربية والخليجية والجهات المانحة وصندوق النقد الدولي».ولفتت المصادر الى انّ الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني في لبنان مصلحة عربية، وقطرية تحديداً، كون قطر شريكة في كونسورسيوم النفط والغاز في البلوكات الحدودية.وأوضحت المصادر انّ زيارة الموفد القطري ليست بعيدة عن الأجواء التي تتحدث عن تبدّل في السياسة السعودية تجاه لبنان، وتهدف زيارة الموفد القطري للاطلاع على الأوضاع الاقتصادية وجسّ نبض الأطراف السياسية إزاء إمكانية انتخاب رئيس للجمهورية وحثها على إنجاز هذا الاستحقاق، والمهمّ عند الدولة القطرية وفق المصادر اتخاذ القرارات اللازمة واستمرار برنامج المساعدات للحؤول دون وصول لبنان الى نقطة الانهيار الشامل والارتطام الكبير ريثما تنجز التسوية السياسية.